عقدت البعثة الوزارية المكلفة بتحديد الأولويات التنموية على مستوى ولاية الحوض الغربي تحت رئاسة معالي وزيرة المياه والصرف الصحي السيدة آمال بنت مولود، اليوم الإثنين اجتماعا موسعا مع السلطات الإدارية ورؤساء المصالح الجهوية والمنتخبين المحليين والفاعلين في منظمات المجتمع المدني على مستوى الولاية.
ويهدف هذا الاجتماع، الذي حضره والي الحوض الغربي السيد أحمدا ممدو كلي، إلى مناقشة وتبادل الآراء بين مختلف الفاعلين في الولاية بغية تشخيص الاحتياجات وتحديد الأولويات التنموية للمواطنين في مختلف مقاطعات الحوض الغربي.
وفي كلمة لها بالمناسبة، عبرت معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، عن أهمية هذه المنتديات الجهوية التي تهدف إلى جرد وتحيين ودراسة مختلف النواقص التي تعاني منها الولاية مع الأخذ بعين الاعتبار مقترحات السكان وتطلعاتهم والعمل على ترتيب الأولويات وفق الاحتياجات الملحة، ما يشكل خطوة بالغة الأهمية في تعزيز الشراكة بين الدولة والمواطنين من أجل النهوض بالولاية.
وأضافت أن تنظيم هذه المنتديات يعكس التزام الحكومة بتجسيد رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الهادفة إلي تحسين حياة المواطنين في جميع الولايات، استنادا إلى ما تم رصده من احتياجات ونواقص خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة .
وأشارت إلى أن ما تتمتع به ولاية الحوض الغربي من موارد طبيعية هامة يجعلها مؤهلة لأن تكون قطبا اقتصاديا رائدا ووجهة سياحية واعدة، كما أن موقعها الاستراتيجي وتنوع مواردها يمكنها من الإسهام بشكل كبير في تحقيق التنمية الوطنية، سواء من خلال تطوير الزراعة والتنمية الحيوانية والصناعات المحلية أو عبر استغلال مقوماتها السياحية لترسيخ مكانتها كوجهة جاذبة للإستثمار والسياح.
وطالبت بتضافر الجهود بين كافة الأطراف، الحكومة والسلطات المحلية والمنتخبين والمجتمع المدني والمواطنين، لتعزيز البنية التحتية ودعم الأنشطة الإنتاجية.
وأشادت بالمقاربة الأمنية التي انتهجها فخامة رئيس الجمهورية وساهمت بفضل الله في بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في بلادنا، مبينة أن هذه المقاربة تجسدت في العمل الدؤوب لتحسين ظروف المواطنين ولا سيما الفئات الأكثر فقرا من خلال إطلاق برامج اجتماعية وتنموية تهدف إلى تقليص الفوارق وتعزيز العدالة الإجتماعية.
وأضافت أن الحكومة حققت خلال الأشهر الماضية تقدما ملحوظا في مختلف القطاعات الخدمية، مثل التعليم والصحة والمياه والطاقة والبنية التحتية الطرقية، وهو ما عكسته الورشات والمشاريع التي أشرف فخامة رئيس الجمهورية على تدشينها أو إطلاقها خلال الأسابيع الماضية، ضمن الفعاليات المخلدة للذكرى الرابعة والستين لعيد الإستقلال الوطني المجيد، حيث أشرف على تدشين المقطع الطرقي المعبد بين لعيون واعوينات أزبل،كما وضع حجز الأساس لمشروع كهربة 25 قرية، وهو المشروع الذي يعد خطوة هامة نحو تحسين ظروف حياة 15000 مواطن .
وفي إطار سياسة تعزيز الشفافية وتقريب الإدارة من المواطنين – تضيف معالي الوزيرة – أطلقت الحكومة منصات رقمية تتيح للمواطنين والسلطات المحلية والإداريين الإبلاغ عن المشاكل والنواقص، مثل منصة “عين ” ومنصتي “مجتمع التعليم” و”مجتمع الصحة ” كل في مجاله.
ونبهت إلى أن الحكومة تعمل على معالجة التحديات التنموية الكبرى مثل ظاهرة التقري العشوائي التي تؤثر سلبا على استقرار السكان وتوفير الخدمات الأساسية لهم والنزاعات العقارية التي تعيق استغلال الموارد الاقتصادية، داعية الجميع إلى انتهاز الفرصة، كل من موقعه، للتعاون في إيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلات التي لم يعد من المقبول استمرارها.
أما والي الحوض الغربي السيد أحمدا ممدو كلي فقد شكر، في كلمته، البعثة رفيعة المستوى والمنتخبين ومنظمات المجتمع المدني على هذا الحضور المتميز والحماس اللذان يعبران عن استشعار المسؤولية والإصرار على الوصول إلى الهدف الذي يتقاسمه الجميع والمتمثل في بناء هذا البلد وتنميته.
وأضاف أنه تم تدارس ونقاش جميع احتياجات الولاية من طرف العمد والحكام تمهيدا للتشاور عن قرب مع البعثة رفيعة المستوى لإيجاد آلية واضحة لحل الإحتياجات التي تم رصدها من خلال خطة هيكلية لولاية الحوض الغربي.
من جهته عبر رئيس جهة الحوض الغربي السيد جمال ولد محمد عن شكره للبعثة رفيعة المستوى، التي تحمل رسالة أمل لفتح قناة جديدة ستعمل على إشراك المحليين في تصنيف وترتيب أولويات التنمية المحلية وملاءمة التدخلات مع الأولويات من أجل تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع والحصول على تنمية شاملة مستدامة.
وأضاف أن هذه الخطوة تندرج ضمن الرؤية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية، الذي يرى للمحليين حق تقرير أولوياتهم وترتيبها حسب المستعجل والأهم، وهو ما ترجمته بجلاء حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي من خلال هذه المنتديات الجهوية للتخطيط التنموي التشاركي.
وأشاد بالتوجه الجديد الذي يعتمد مقاربة شمولية نابعة من تصور وآراء الفاعلين المحليين من إدارة إقليمية ومنتخبين وهيئات مجتمع مدني سينعكس حتما وإيجابا على المرحلة القريبة القادمة.
من جهته ثمن رئيس رابطة عمد الحوض الغربي السيد أحمد ولد الحسن ولد حمود انطلاق هذه المنتديات الجهوية، مبينا أن هذه المقاربة التشاركية التي ضمت جميع المنتخبين والمجتمع المدني والسلطات الإدارية من أجل تحديد الأولويات والنواقص في بداية المأمورية الثانية يثلج الصدور وينم عن إرادة صادقة ووفاء لعهد قطعه فخامة رئيس الجمهورية في برنامجه الإنتخابي “طموحي للوطن “.
وأكد أن التشخيص الميداني الذي سيمكن من وضع مخطط تنموي جهوي علمي ودقيق وشامل يحدد ويرتب الأولويات على مستوى كل بلدية يعول عليه كثيرا في وضع الحلول بشكل مستديم ومتوازن.
بدوره عبر عمدة بلدية لعيون السيد سيدي محمد ولد البكاي عن اعتزازه بانطلاقة هذه المنتديات الجهوية للتخطيط التنموي باعتبارها سابقة في تاريخ البلد، تنم عن الرؤية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية، حيث يتم الحديث مع المواطنين في أماكنهم عن مشاكلهم وهمومهم الخاصة، وإشراكهم في إيجاد الحلول المناسبة لها ما يعكس إرادة صادقة في تحقيق التنمية المحلية.
وأضاف أن ولاية الحوض الغربي بحاجة إلى تمييز إيجابي.
حضر انطلاق أعمال المنتدى حكام مقاطعات الولاية والمنتخبين المحليين وممثلي منظمات المجتمع المدني وقادة الأجهزة الأمنية وعدد من أطر ووجهاء الولاية.