أكد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي، أن الإسهام في تعزيز الصحة، وضمان الوصول الميسَّر إلى خدماتها، مسؤولية مشتركة بين جميع القطاعات، بما في ذلك القطاع الإعلامي بمختلف وسائله وقنواته التقليدية والجديدة.
جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال الدورة العادية الرابعة والعشرين للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت أعمالها أمس الأحد (24 نوفمبر 2024) في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة بالمملكة العربية السعودية.
وتستمر أعمال الدورة حتى 28 نوفمبر الجاري، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء والدول المراقبة في المنظمة، بالإضافة إلى مؤسساتها الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، وخبراء من المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وخصصت هذه الدورة للتركيز على موضوع “الحق في الصحة: من المنظور الإسلامي ومنظور حقوق الإنسان”، وأدار النقاش رئيس الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، السفير طلال خالد سعد المطيري.
وفي بيانه عن دور الإعلام في تعزيز الحق في الصحة، حثَّ اليامي وسائل الإعلام على توخي الدقة فيما تنشره بشأن الأمراض والنصائح الطبية، وذلك لضمان تلقي الجمهور للمعلومات الدقيقة التي تسهم في تحسين صحتهم وتعزيز البعد الوقائي في سلوكهم.
وأوضح اليامي أن وسائل الإعلام تُشكِّل الأنماط السلوكية المختلفة للجماهير، بما في ذلك السلوك الصحي، ومن ثم فهي مطالبة برفع مستوى الوعي بالمخاطر الفعلية المرتبطة باختيارات سلوكية معينة، وجعلها بارزة بما يكفي للتأثير على سلوك الأفراد وتحسين الصحة العامة، مع الدفع في الوقت نفسه بأنماط السلوك الصحية، ومنحها حيزاً مناسباً في المحتوى الإعلامي الذي يتم نشره.
وأكد اليامي أن قيام وسائل الإعلام بالدور المناط بها في تعزيز الصحة العامة، وإنجازه على الوجه الأكمل يتطلب تأهيل الإعلاميين ورفع قدراتهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتغطية الموضوعات ذات العلاقة بالصحة تغطية دقيقة ومهنية.
وفي هذا الصدد، دعا اليامي إلى رفع مستوى التعاون ما بين المؤسسات الصحية والإعلامية لتبادل الخبرات والمعارف، مع وضع إطار تنسيقي لتقديم برامج تدريبية مشتركة، وتنظيم الحملات الإعلامية الهادفة إلى تعزيز الصحة العامة.
كما حث على سنّ تشريعات لمراقبة وتنظيم ما ينشر في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة ممَّا له علاقة بالصحة، ومكافحة الشائعات والتضليل الإعلامي، مع وضع مواثيق أخلاقية تلتزم بها وسائل الإعلام في تناولها للقضايا الصحية، بما يعزز الالتزام بمبادئ المصداقية والمسؤولية العامة تجاه صحة المجتمع وأفراده.
وأكد اليامي استعداد الاتحاد للتعاون في تنفيذ أي مبادرات تتعلق بتعزيز دور الإعلام في حماية الحق في الصحة في جغرافية منظمة التعاون الإسلامي، وذلك انطلاقا من المهام والمسؤوليات المسندة إلى الاتحاد، بوصفه أحد الأجهزة الرئيسة للمنظمة في مجال الإعلام والاتصال.