AMI

رئيس الجمهورية يدعو الى رص الصفوف وتوحيد الجهود دفاعا عن قضايا الأمة

أكد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية ان القمة العربية الحالية تنعقد في ظرف قومي ودولي يقتضي رص الصفوف وتوحيد الجهود دفاعا عن قضايا الامة وعن الامن القومي العربي واسهاما في ثقافة السلم والحوار والامن بين بني البشر.
وشكر السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في خطابه خلال جلسة العمل الاولى للقمة العربية التي بدأت صباح اليوم السبت في دمشق الرئيس بشار الأسد رئيس القمة والشعب والحكومة السوريين على ما بذلوه من جهود حثيثة لتأمين نجاح هذه القمة وعلى الضيافة الكريمة التي أحاطوه بها والوفد المرافق منذ وصولهم أرض سوريا الحبيبة على الشعب الموريتاني.
وأعرب رئيس الجمهورية عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مساعيه من أجل لم الشمل العربي وتوحيد كلمة الامة خلال توليه رئاسة الدورة السابقة.
وفي يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
– صاحب الفخامة الدكتور بشار الأسد، رئيسَ الجمهورية العربية السورية، رئيسَ الدورة، – أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
– معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
– أصحاب المعالي والسعادة،
– أيها السادة والسيدات،
يسعدني، في مستهل هذه الكلمة، أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى أخي فخامة الرئيس بشار الأسد، وإلى الحكومة السورية الموقرة، وإلى الشعب السوري الشقيق المضياف، فلكم ـ سيدي الرئيس ـ خالص شكرنا على ما بذلتم من جهود حثيثة لتأمين أسباب النجاح لمؤتمرنا هذا، وعلى ما أحطتمونا به من حفاوة أخوية صادقة، وكرم عربي أصيل، منذ وصولنا أرض الشام الجميلة، هذه الأرض المباركة التي تتبوأُ مكانة مكينة في قلوب الموريتانيين وسائر العرب.
والشكر موصول إلى أخي خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، على مساعيه الجادة من أجل لم الشمل العربي وتوحيد كلمة الأمة، خلال تولي جلالته رئاسة دورتنا السابقة.
و لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد عمرو موسي، شكر خاص يمتد إلى كافة معاونيه، تقديرا لجهدهم المتواصل والمثابر، لتطوير أساليب ومناهج العمل العربي المشترك.
صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

تنعقد قمتنا الحالية في ظرف قومي ودولي، يقتضي منا المزيد من رص الصفوف وتوحيد الجهود، دفاعا عن قضايانا العادلة، بما فيها قضيتنا المركزية، قضية فلسطين، وتعزيزا لأمننا القومي، وإسهاما في إشاعة السلم والأمن والتسامح والحوار بين بني البشر. ونحن في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، نتابع بقلق شديد الأوضاع الحرجة التي يعيشها أشقاؤنا الفلسطينيون الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي مستمر، ونتطلع بلهفة إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وفي هذا الصدد فإننا نؤكد مؤازرتنا للسلطة الوطنية الفلسطينية، ونحيي مبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة، وندعم كل المساعي الهادفة إلى لم الشمل الفلسطيني، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة على أرضه، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق. كما نؤيد في هذا الصدد نضال الجمهورية العربية السورية الشقيقة من أجل استعادة أرضها السليبة، ونتطلع إلى اليوم الذي يلتئم فيه شمل أبناء هذه الأرض العزيزة مع أشقائهم الصامدين في هضبة الجولان. وفي نفس السياق، يستحق لبنان الشقيق دعمنا الكامل من أجل استعادة أرضه وتعزيز لحمته، والخروج من أزمته. ونأمل أن تصل كل الأطراف إلى حل توافقي يستجيب لمقتضيات المبادرة العربية التي ينسق جهودها معالي الأمين العام الدكتور عمرو موسي.
ونحن في متابعتنا ليوميات المشهد العراقي في تجلياته السياسية والأمنية والإنسانية، نتطلع إلى أن يستعيد هذا البلد العربي الشقيق عافيته، ويعزز وحدته واستقلاله، ويمارس سيادته الكاملة على أرضه.
وفيما يتعلق بالسودان الشقيق، فإننا نسجل بارتياح ما تحقق من نتائج طيبة على درب المصالحة والوحدة، ونتمنى أن تتعزز هذه النتائج باستكمال مسيرة السلام في إقليم دارفور، ونؤيد في هذا الصدد جهود الحكومة السودانية، ومساعي جامعة الدول العربية، و الاتحاد الإفريقي، ومنظمة الأمم المتحدة لإقرار السلام الشامل والدائم في ربوع السودان.
ونحن نتطلع كذلك إلى دور عربي متنام في التقريب بين الفرقاء في الصومال. وندعو أشقاءنا هنالك إلى الجلوس حول مائدة الحوار من أجل مصالحة وطنية حصينة.
-صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد
-أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن مسيرة أمتنا نحو النهوض تصطدم بعوائق وتحديات جسام، بينها تحديات الأراضي السليبة والنقاط الساخنة على الخريطة العربية، والطاقات المهدرة، والأمية المنتشرة، والتخلف الاقتصادي، ومتطلبات التعامل الحتمي مع تجليات العولمة الزاحفة، في عالم تتقلص فيه الحواجز، وتنتشر فيه ظواهر الغلو والعنف المنظم، وتتوفر فيه مقابل ذلك فرص ثمينة لجني ثمار تكنولوجيا المعلومات بجهد ميسور. ولن يتأتى لنا النجاح في رفع هذه التحديات الجسام إلا بمزيد من التضامن فيما بيننا وبتفعيل آليات العمل العربي المشترك والسعي الجاد لامتلاك ناصية العلم ولتحقيق التكامل الاقتصادي العربي الذي نأمل أن تكون قمتنا القادمة في الكويت خطوة متقدمة على طريق بنائه.
كما نأمل أن تتضافر جهودنا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن أمتنا وعن ديننا الإسلامي الحنيف، دين التسامح والوسطية واحترام الكرامة الإنسانية. وعلينا ـ في هذا الصدد، وكما أوصت بذلك قمة الرياض ـ أن ننشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح، وأن نرفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف، وجميع التوجهات العنصرية الإقصائية وحملات الكراهية والتشويه ومحاولات التشكيك في قيمنا الإنسانية أو المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية.
ونحن في هذا الصدد نؤمن بأن الفقر والجهل والجور والتهميش والإقصاء هي البيئة الحاضنة لظواهر الغلو والعنف والجريمة المنظمة. وعلينا وعلى العالم بأسره التصدي لهذه الظواهر بمعالجة أسبابها العميقة، حتى يتسنى اقتلاعها من جذورها.

فخامة الرئيس
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

أجدد التعبير عن سعادتنا بالحضور معكم اليوم على الأرض العربية السورية، وعن تطلعنا إلى أن تكون قمة دمشق محطة بارزة على درب العمل العربي المشترك، بما يحقق لأمتنا المزيد من مطامحها المشروعة في التكامل والتواصل والعزة. وما ذلك على ا لله بعزيز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد