قال والي اترارزة السيد محمد ولد أحمد مولود، إن تعاطي الدولة مع الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه نهر السنغال كان سريعا وإيجابيا، مؤكدا أن السلطات تتابع الوضع عن كثب واتخذت الإجراءات اللازمة تكفلا ودعما للمواطنين في المناطق المتضررة.
وأوضح الوالي، في مقابلة مع مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء في اترارزة، أن الاستعدادات لمواجهة موجة الفيضانات التي ضربت الأسبوع الماضي ولاية اترارزة وولايات الضفة عموما بدأت مبكرة، حيث تم على المستوى الجهوي إعلان حالة الطوارئ للقيام بالتدابير اللازمة بهدف إنقاذ المواطنين من خطر السيول التي قد تهدد حياتهم وتلحق الأضرار بممتلكاتهم، مبينا أن كل الخطوات اتخذت بالتنسيق مع السلطات المركزية التي تجاوبت سريعا مع النداءات، وتمت تعبئة الوسائل الضرورية عبر القطاعات المعنية، كوزارات الصحة، التجهيز والنقل، البيئة، مفوضية الأمن الغذائي، والمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر”.
وقال الوالي إن جميع القطاعات الحكومية تدخلت في الوقت المناسب لمساعدة المتضررين والحد من آثار الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه، مبينا أن السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية والمصالح الجهوية نزلت للميدان في الساعات الأولى لمعاينة الوضعية عن قرب، وشرعت في عملية إنقاذ المهددين منهم ونقلهم لأماكن قابلة للسكن، حيث تولى الجيش الوطني مهمة تأمين نقلهم وإنقاذهم برا وبحرا، كما وفر الحرس الوطني معداته لدعم العملية.
وأضاف الوالي أنه تم فتح مراكز إيواء لاستقبال المتضررين، الأول في قرية “البزول 3” التي استقبلت عدة قرى متضررة، مثل جكاري ولكصيبة وتفوندي سيفى، لافتا إلى أن عدد الأسر المرحلة إلى هذا المركز وصل حتى اليوم 74 أسرة، وفرت لهم الدولة كل حاجياتهم من سلات غذائية وخيم وأفرشة وبطانيات وآلات الطهي والماء الصالح للشرب، مؤكدا أن الساكنة راضية عن الخدمات المقدمة لهم.
وعلى مستوى مقاطعة روصو، أوضح الوالي أن توجد 14 قرية على طول النهر تم تكليف السلطات المحلية بمعاينة وضعيتها، وتم تخيير ساكنتها بين الترحيل والبقاء، مبينا أن المعلومات اليوم تؤكد أن منطقة بغداد الواقعة على الشاطئ، والتي تبعد حوالي 20 كلم من مدينة روصو، عبّر ساكنتها عن تهديد المياه لها، وتجري الاستعدادات لنقلهم غدا (الثلاثاء) من طرف البحرية الوطنية بالتعاون مع الأمن المدني وتسيير الأزمات، إلى مركز إيواء جديد بالملعب الرياضي بالاحداثية رقم 7، وقد تم تجهيزه وتأمينه من طرف الحرس الوطني، كما سيتم تأثيثه بالخيم والأفرشة من طرف مفوضية الأمن الغذائي، وستوفر وزارة المياه صهاريج للماء، كما ستوفر وزارة الصحة الأدوية والناموسيات المشبعة، إضافة إلى توفير المواد الغذائية.
وأكد أن تعاطي الدولة كان سريعا وإيجابيا مع الحدث، وستواصل مواكبة المواطنين حتى يزول الخطر بشكل نهائي، وتتم إعادتهم لأماكنهم أو يتم تحويلهم لمناطق جديدة أخرى بشكل دائم، موضحا أن الدولة تفكر في طريقة تؤمن بها مواطنيها مستقبلا في حالة استمرار التغيرات المناخية المسببة لهذه الفيضانات، موضحا أن توجه فخامة رئيس الجمهورية يركز على تجميع القرى وخلق مدن عصرية تتوفر على المعايير التي يجب أن تكون بالمدينة العصرية القابلة للبقاء.
وتحدث الوالي عن حجم الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين في القرى الواقعة على ضفة النهر، وفي المناطق التي تصلها الروافد النهرية، معتبرا أنها طفيفة، إذ لم تسجل أي حالة وفاة، لله الحمد، لافتا إلى أن الوفد الحكومي الذي زار المنطقة، بتعليمات من فخامة رئيس الجمهورية، عاين وضعية المواطنين.
وثمن الوالي الجهود الكبيرة التي قامت بها المؤسسة العسكرية، وكل القطاعات الوزارية المشاركة لإغاثة المتضررين، وكذا التحويلات المعتبرة من مندوبية “تآزر” التي استفادت منها كل الأسر المتضررة.