عاد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية نواكشوط بعد ظهر اليوم الأربعاء، قادما من تونس في زيارة رسمية لها تدوم ثلاثة أيام.
وقد استقبل رئيس الجمهورية لدى سلم الطائرة من طرف الوزير الأول السيد الزين ولد زيدان وقائد الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية العقيد محمد ولد عبد العزيز والمدير المساعد لديوان رئيس الجمهورية ووالي نواكشوط ورئيس مجموعتها الحضرية والقائم بأعمال سفارة تونس فى نواكشوط.
وبعد الاستماع الى النشيد الوطني واستعراض تشكيلة من القوات المسلحة أدت له تحية الشرف صافح رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة والشخصيات السامية في الدولة التي حضرت لاستقباله.
ورافق رئيس الجمهورية في هذه الزيارة وفد ضم على الخصوص السادة:
– محمد السالك ولد محمد الأمين وزير الشؤون الخارجية والتعاون،
– الاسان سومارى وزير الصيد،
– بامادين وزير الصناعة التقليدية والسياحة،
– أحمد ولد محمدن وزير النقل،
– سيدي محمد ولد أمجار مدير ديوان رئيس الجمهورية،
– ديدي ولد بيه والخليل ولد أنحوي ومحمد الهيبه ولد لمرابط، وأحمدو ولد الشيخ الحضرمي، مستشارين رئيسيين برئاسة الجمهورية.
ووجه رئيس الجمهورية في نهاية الزايرة الرسمية برقية شكر الى أخيه وصديقه فخامة السيد زين العابدين
وكان السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية قد استقبل أمس بمقر إقامته في تونس السيد جسيس افرناندو تابوآدا، سفير جمهورية الارجنيتن المعتمد في موريتانيا المقيم في تونس.
وأدلى الديبلوماسي الارجنتيني بعد المقابلة بتصريح للوكالة الموريتانية للانباء أوضح فيه انه نقل خلال اللقاء تحيات الحكومة الارجنيتينية لرئيس الجمهورية وشكرها على النجاح الذي حققه اجتماع وزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية أمريكا اللاتينية الذي التأم مؤخرا في العاصمة الارجنتينية ابوينس آيرس وما أحرزه من نتائج ايجابية جدا.
وقال ان بلاده تتقاسم مع موريتانيا الاطلالة على المحيط الاطلسي والمسافات بينهما ليست بعيدة وهناك مجالات بوسعهما ان يعملا على التعاون في مجالها وتوثيق الصلات.
وأضاف ان اللقاء تناول مشروع موريتانيا القاضي بالاستفادة من خبرات العقول الموريتانية التي غادرت البلاد سابقا في جهود التنمية، مبرزا أن هذه مشكلة تعاني منها جميع دول العالم.
وأشار الى ان البحث شمل تحقيق تعاون في مجال الزراعة والبيطرة وميادين أخرى وربط العلاقات بين رجال الاعمال في البلدين من أجل خلق استثمارات مشتركة خاصة أن هناك تحفيزات تتيحها السوق الارجنتينية.
كما استقبل رئيس الجمهورية سفير جمهورية إيران الإسلامية المعتمد لدى موريتانيا المقيم في تونس السيد محمد تقي مؤيد.
وأدلى الديبلوماسي الايراني بعد المقابلة بتصريح للوكالة الموريتانية للانباء قال فيه انه سعيد بمقابلة رئيس الجمهورية وأنه نقل اليه تحيات السيد محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية ايران الاسلامية ودعوته لرئيس الجمهورية بزيارة ايران.
وذكر بأن اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيسين خلال موسم الحج الماضي كان وديا وأخويا جدا، متنميا استمرار العلاقات وتبادل الزيارات بين البلدين وتفعيل وتوسيع التعاون الثنائي.
بن على رئيس الجمهورية التونسية فيما يلي نصها:
“يطيب لي، وأنا أغادر تونس العزيزة أن أتوجه الى فخامتكم، والى الحكومة والشعب التونسيين الشقيقين من خلالكم، بأخلص مشاعر الشكر والعرفان، تقديرا لكل ما أحطتموني به والوفد المرافق لي من ضيافة برة وعناية موصولة طيلة مقامنا في تونس الخضراء.
ولقد كانت المشاورات التي أجريتها مع فخامتكم مناسبة ثمينة لتعزيز التواصل وتنسيق المواقف والرؤى حول مجمل القضايا التي تهم بلدينا، وفي مقدمتها تطوير علاقاتنا الاخوية الحميمة ومضاعفة جهودنا المشتركة من أجل بناء مغربنا العربي.
وتفضلوا صاحب الفخامة والأخ العزيز، بقبول أسمى آيات الاعتبار الأخوي.
سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية”
وأدلى السيد عبد الله ممادو با المستشار الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بتصريح للوكالة المورريتانية للانباء في مطار نواكشوط الدولي، تعقيبا على الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية لتونس من 03 الى 05 مارس الجاري وفيما يلي نص التصريح:
“بدعوة من أخيه وصديقه فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية، أدى رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، زيارة رسمية لتونس في الفترة ما بين الثالث والخامس مارس 2008.
وخلال هذه الزيارة أجرى فخامة رئيس الجمهورية مباحثات ودية مع نظيره التونسي تناولت العلاقات الأخوية المتميزة بين تونس وموريتانيا. وأكد الرئيسان حرصهما على التشاور والتنسيق ومتابعة ما تم الاتفاق عليه في إطار آليات التعاون الثنائي، وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة للتعاون المجتمعة في تونس خلال شهر يناير الماضي. وفي هذا الصدد، أوصى الرئيسان بتفعيل مجمل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، وتنشيط المبادلات التجارية وتشخيص مجالات جديدة للتعاون ودعم مساهمة القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية، وذلك بإقامة مشاريع مشتركة في البلدين.
كما تناولت المباحثات العديد من القضايا العربية والإفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الرئيسان أهمية تفعيل المسار المغاربي وتنشيط آلياته والعمل على تهيئة الظروف الملائمة لعقد القمة المغاربية في أسرع الآجال الممكنة.
كما تبادل الرئيسان وجهات النظر حول سبل دعم العمل العربي المشترك، داعين إلى تكثيف الجهود لدفع التعاون والتكامل الاقتصادي.
وقد استأثرت القضية الفلسطينية بحيز هام من المحادثات وأعرب الرئيسان عن انشغالهما بالتطورات الخطيرة في قطاع غزة وبالوضع الإنساني المتدهور للشعب الفلسطيني ودعَوَا المجموعة الدولية الى التحرك الفاعل لتوفير الحماية لهذا الشعب وخلق الظروف المواتية لاستئناف عملية السلام، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما عبر الرئيسان عن انشغالهما بالأوضاع في لبنان والعراق، وتناولا مسيرة الاتحاد الإفريقي وسبل دفع آليات الاندماج الإقليمي للقارة والبحث عن حلول سلمية للنزاعات التي تعرفها بعض مناطقها.
وقد أبرزت هده المحادثات تطابق وجهات النظر بشأن المسائل المطروحة والإرادة المشتركة في التنسيق والتشاور والتعاون بين البلدين الشقيقين.
وخلال إقامته في تونس، زار رئيس الجمهورية مجلس النواب ومجلس المستشارين وبعض المؤسسات العلمية والمعالم الأثرية مما مكنه من الاطلاع عن كثب على النقلة النوعية الهامة التي يحققها هذاالبلد الشقيق في العديد من الميادين .
ومن جهة أخرى التقى رئيس الجمهورية بممثلي الجالية الموريتانية المقيمة في تونس حيث قدم لهم شروحا مفصلة عن التطورات الحاصلة في البلد ووضعه الراهن، مبرزا المكاسب التي تحققت والمصاعب والتحديات التي تواجه البلد، مؤكدا ضرورة تضافر جهود الجميع في سبيل رفع هذه التحديات وبلوغ الأهداف النبيلة المنشودة لرفعة البلد.
من جانبهم عرض المشاركون في اللقاء مجموعة من الآراء المتصلة بأوضاع الجاليات في الخارج وبسبل تطوير مساهمتها في تنمية البلد، ونوهوا بالمجهودات المبذولة، معربين عن استعدادهم الكامل للمساهمة في نجاح مشروع النهضة الاقتصادية والاجتماعية للبلد ، مشيدين بما تحقق من ترسيخ المؤسسات وتوفير الشروط المواتية للممارسة الديمقراطية”.
وكان وفد من رجال الاعمال الموريتانيين رافق رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة قد التقى نظراءه التونسيين، وتم خلال هذه اللقاءات بحث فرص الاستثمار في البلدين والسبل الكفيلة بتشجيع الاستثمار وتنويعه وتوسيعه من أجل خلق تنمية مستديمة في البلاد.
ويرتبط بعض رجال الاعمال الموريتانيين بشراكة فاعلة في مجال الاتصالات مع الجانب التونسي عبر شركة ماتال التي يملك القطاع الخاص الموريتاني نسبة 49% من رأسمالها وكذا مجال النقل الجوي عبر شركة موريتانيا للطيران التي يملك شريك موريتاني نسبة 39% من رأسمالها وينشد رجال الاعمال في البلدين تعزيز الشراكة عبر الاستثمار في مجال السياحة والنقل الحضري والصيد والطاقة وغيرها وهو ما كانت الزيارة مناسبة للتباحث بشأنه.