أكد معالي وزير التجهيز والنقل السيد محمد عالي ولد سيد محمد، أن القضايا البيئية مثلت منذ عدة سنوات مركز اهتمام السياسات العامة لموريتانيا لأنها تتأثر بشدة، مثل العديد من البلدان، بآثار تغير المناخ.
وأوضح، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الثالث للطيران والوقود البديل المنعقد بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن الموارد الطاقوية المعتبرة التي تمتلكها موريتانيا تشكل إمكانيات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يعتبر من المشاريع الطاقوية ذات الأولوية الهامة التي يعتمد عليها تدريجيا كبديل للطاقات المخلة بالتوازن البيئي.
وأضاف، أن الحكومة الموريتانية اعتمدت استراتيجية وطنية لتطوير قطاع الطاقة تهدف لتخصيص نسبة هامة من مزيج موارد الطاقة الوطنية، للطاقات المتجددة.
وفيما يلي نص الخطاب :
“بسم الله الرحمن الرحيم :
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أشكركم سيدي الرئيس على إتاحة هذه الفرصة الطيبة لي لإلقاء كلمة أمام هذه الجمعية الموقرة
– معالي وزير الإقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة السيد عبدالله بن طوق المري- معالي السادة الوزراء المشاركين
– السيد رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي
– السيد الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي
– السادة رؤساء الوفود
-أيها المشاركون الكرام
السيدات والسادة
اسمحوا لي أن أشكر أخي معالي وزير الإقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة السيد عبد الله بن طوق المري، ومن خلاله حكومة وشعب دولة الإمارات على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما ووفدي المرافق منذ وصولنا إلى مدينة دبي الجميلة. كما أهنئهم على التنظيم المثالي وعلى ظروف العمل الممتازة التي أتيحت للمشاركين في فعاليات هذا المؤتمر.
يشكل المؤتمر الثالث للطيران والوقود البديل، خطوة هامة في طريق تحقيق الهدف العالمي طويل الأجل الذي نسعى للوصول إليه في مجال الطيران المدني والمتمثل في خفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول العام 2050، وهو الهدف الذي حددته منظمة الطيران المدني الدولي خلال جمعيتها الحادية والأربعين المنعقدة بمونتريال خلال الفترة الممتدة من 27 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 2022.
أود أن أشير في هذا الصدد إلى أنه خلال نفس الجمعية تم انتخاب موريتانيا لعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، وذلك للمرة الأولى منذ تصديقها على اتفاقية شيكاغو في العام 1962. ويأتى هذا الإنتخاب تتويجا للمجهودات التي بذلتها الدولة الموريتانية من أجل إنشاء منظومة وطنية للطيران المدني قادرة على تنفيذ المعايير والممارسات الموصى بها من قبل منظمة الطيران المدني الدولي.
لقد مثلت القضايا البيئية منذ عدة سنوات مركز اهتمام السياسات العامة لموريتانيا وذلك لأنها تتأثر بشدة، مثل العديد من البلدان النامية وخاصة تلك الإفريقية منها، بآثار تغير المناخ ولهذا السبب فهي ملتزمة تماما بمبادرات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية التي تكافح من أجل الحفاظ على البيئة، كمؤتمر الأطراف COP
وغيره من المنظمات ذات الصلة.على الرغم من امتلاك بلادنا لإحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، فقد اعتمدت حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية إستراتيجية وطنية لتطوير قطاع الطاقة وتهدف بالأساس لتخصيص نسبة هامة من مزيج موارد الطاقة الوطنية، للطاقات المتجددة، ولهذا السبب تولي موريتانيا اليوم أهمية كبيرة لتطوير إنتاجها من الطاقة الكهرومائية الشمسية والهوائية لما تتمتع به من موارد كبيرة في هذا المجال.
إذ تشكل الموارد الطاقوية المعتبرة التي تمتلكها موريتانيا اليوم بهذا الخصوص إمكانيات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يعتبر من المشاريع الطاقوية ذات الأولوية الهامة التي تم إطلاقها بالفعل كتطوير الطاقات المتجددة بغية الإعتماد عليها تدريجيا كبديل للطاقات المخلة بالتوازن البيئي ، وقد تم إطلاق عدة مشاريع تهتم بإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي تمتلك بلادنا إمكانيات وآفاق واعدة لإنتاجه.
تؤكد موريتانيا دعمها الكامل للعمل الرائع الذي تقوم به منظمة الطيران المدني الدولي في المجال البيئي لتحقيق الهدف الطموح طويل الأجل بتخفيض نسبة ثاني أكسيد الكربون بالإعتماد على الوقود المستدام بدل الأحفوري، إذ يتفق الخبراء على أنه ووفقا لمجموعة التدابير المتخذة، سيساهم الوقود المستدام بما لا يقل عن النصف في التخفيض المنشود لثاني أكسيد الكربون.
ولهذا السبب نطالب بأن تشمل نتائج أعمال هذا المؤتمر، التعبير وبشكل واضح للفاعلين في صناعة الطيران، والعاملين في قطاع الطاقة والمؤسسات المالية، عن إرادتنا القوية في تطوير إنتاج واستخدام جميع أنواع وقود الطيران المستدام وذلك في جميع أنحاء العالم.
ويجب أن تتضمن هذه النتائج كذلك اعتماد تدابير قوية لتمكين البلدان النامية، وخاصة الدول الأفريقية منها، من الإستفادة من نقل التكنولوجيا والتمويل المناسب لتنفيذ المبادرات الرامية إلى إنتاج الوقود المستدام للطيران، والتي أثبتت الدراسات جدوائيته على المستويين التقني والإقتصادي.
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أشكركم سيادة الرئيس
وأشكر كافة المشاركين في مؤتمرنا هذا للطيران والوقود البديل وأرجو لهم كل التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”