ويهدف هذا الملتقى، الذي يدوم يومين، ويشارك فيه هيئات الضبط الفرانكفونية والفاعلين في المجال البصري الوطني والدولي، إلى التفكير في التحديات والفرص المرتبطة بتطور القطاع السمعي البصري، واقتراح أساليب جديدة أكثر ملاءمة للتحول التكنولوجي للصناعة الرقمية.
ويتدارس المنتدى انشغالات وتطلعات هيئات الضبط والفاعلين في المجال السمعي البصري تحت ظل التحدي الرقمي، وعرض الإشكالات التي ترتبط بالعلاقة والشراكة القائمة بين هيئات الضبط والفاعلين في المجال، وإعلان إصدار نواكشوط الخاص بتكييف الأدوات الفنية والرقمية مع متطلبات الانفجار الرقمي الحديث.
وأكد رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية السيد الحسين ولد أمدو، في كلمة بالمناسبة، أن مخرجات المؤتمر يجب أن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة تكريس الحقوق الأساسية للمواطن والدفاع عن الحقوق الأساسية لمناصرة القضايا العالية من الجانب الإعلامي.
واستعرض محطات الإصلاح التي شهدها الإعلام في موريتانيا في عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني كتوسيع صلاحيات “الهابا” وتعديل القانون المؤسس لها ومراجعة القوانين التي من شأنها تحسين العوامل الاقتصادية والاجتماعية والمهنية لممارسي المهنة في بلادنا.
وأضاف أن العمل جار على استصدار باقي القوانين المرتبطة بالخدمة الالكترونية ومشاريع القانون الصحفي المهني ودعم الصحافة الخاصة ومراسيم ترخيص الإذاعات الخاصة والتلفزيونية الجمعوية ومراسيم البطاقات الصحفية.
بدوره، قال رئيس القنوات الفضائية الخصوصية بموريتانيا، السيد محمدو ولد محمد الأمين، أن الفضاء السمعي البصري في موريتانيا، ومنذ المصادقة على قانون تحريره رقم 045/2010 ، شهد تحولا جذريا، وخاصة بعد منح رخص بث لمجموعة من القنوات الإذاعية والتلفزية مثلت الفاعل الأبرز في الساحة الإعلامية خلال العقد الماضي، حيث شكلت نقلة نوعية في المشهد الوطني وفرصة للموريتانيين للوصول إلى آفاق جديدة، ونقل صورة موريتانيا إلى العالم بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة من خلال البث الفضائي على القمر الصناعي (عربسات)، وهي تجربة رائدة رغم قصر الفترة الزمنية وقلة الخبرات.
ومن جانبه قال رئيس الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات السمعية البصرية والرقمية بفرنسا “آركوم” السيد روك اوليفييه ميستر، إن تنظيم هذا المؤتمر يبرهن على العلاقات الجيدة بين “الهابا” و”الآركوم”، التي هي علاقات تم التأكيد عليها من خلال اتفاق التعاون بين المؤسستين الذي وقع 25 ابريل الماضي، مؤكدا أنه في هذا الإطار ستزور بعثة من مؤسسته نواكشوط مطلع الأسبوع المقبل.
بدورها أوضحت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب “الهاكا”، السيدة لطيفة آخرباش، أن الإعلام اليوم أصبح رافدة أساسية من روافد الثقافة لأي بلد كان، وما واجهه اليوم في العالم من صعوبات يقتضي تضافر الجهود لحيلولتها، مؤكدة على أهمية تطوير المنظومة الصحفية في عدة مجالات وعلى مستويات متشعبة.
وعبرت عن استعداد “الهاكا” التام للتعاون مع “الهابا” للرفع من مستوى المنظومة الإعلامية وربطها بتقنيات الإعلام المعاصر، مشيرة إلى أن موريتانيا قطعت أشواطا يحتذى بها عبر وسائل الإعلام السمعي البصري.
ومن جانبه تناول رئيس منصة الاتحاد الاقتصادي والمالي لغرب افريقيا وغينيا، السيد ريمي بروسبير مورتي، عمق العلاقات التي تربط دولته بموريتانيا، منوها إلى أهمية هذا الملتقى في تبادل التجارب والخبرات خاصة في ما يتعلق بتحديات وسائل الإعلام الحديثة، وما يمكن أن ينتج عنه من سلبيات وإيجابيات علي حد سواء، مبرزا أن الإعلام أصبح يمثل أحد أهم مرتكزات التطور على مستوى العالم.