شكلت زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا لعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل للمشاركة في قمة البوابة العالمية منعطفا جديدا في علاقة بلادنا بالاتحاد الأوروبي من جهة، وعلاقتها بالشركاء الدوليين من جهة ثانية.
وكان لخطاب فخامته أمام قمة تعزيز التحولات الخضراء والرقمية على المستوى العالمي، وقع كبير، حيث شكلت محاوره عناوين بارزة للتناول الإعلامي أشرت في مصداقيتها على متانة علاقات بلادنا بالاتحاد الأوروبي، والمكانة البارزة للدبلوماسية الموريتانية على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي.
في هذا الخطاب بشر فخامته بتمتع بلادنا بكافة العوامل اللازمة لتصبح أحد الفاعلين الرئيسيين في السوق العالمية للهيدروجين الأخضر وصناعة التعدين الخضراء، بفضل امكانياتها الهائلة في الطاقات المتجددة المقدرة بـ 4000 جيغاوات، منها 500 جاهزة للتطوير على الفور، وموقعها الجغرافي الفريد، واحتياطاتها المعدنية الغنية وخاصة الحديد، مما يؤهلها لتكون لاعبا أساسيا في معادلة الطاقات النظيفة.
وأكد فخامته في هذا الصدد، على أن الأسابيع القادمة ستشهد إطلاق دراسة حول البنية التحتية، فيما ستكون لدى بلادنا قبل نهاية العام “مدونة قوية” حول الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى سجل هيدروجين أخضر يضمن الشفافية والكفاءة والإنصاف في منح التصاريح.
وفي الخطاب نبه فخامة رئيس الجمهورية، بصراحته المعهودة، إلى أن أغلب مشاريع الهيدروجين الأخضر تقع بموجب قرار استثماري في البلدان الصناعية، على الرغم من أن مصادر الطاقة والإمكانات أكبر في البلدان النامية، داعيا إلى أن تساهم البوابة العالمية في ضمان احتلال إفريقيا موقعا يلبي احتياجاتها وامكاناتها الهائلة.
علاوة على ذلك، شكلت قمة بروكسل حدثا استثنائيا من خلال اللقاءات الدبلوماسية لفخامة رئيس الجمهورية مع مختلف الفاعلين الأوروبيين، والمشاركين في القمة، والتي عكست بجلاء التقدير الكبير للقادة الأوروبيين لفخامته ولمستوى الشراكة المتميز الذي يربط بلادنا مع الاتحاد الأوروبي على مختلف الصعد.
وجاء توقيع فخامة رئيس الجمهورية خلال الزيارة مع رئيسة المفوضية الأوروبية، على وثيقتين تتعلق أولاهما بدعم تطوير البنية التحتية اللازمة في موريتانيا لتمكين إنتاج ونقل وتسويق الهيدروجين الأخضر، والثانية بخطة عمل سنة 2024 بغلاف تمويلي قدره 37 مليون يورو، ليضيف لبنة جديدة في صرح الشراكة الموريتانية الأوروبية من شأنها الدفع بعلاقات هذين الشريكين إلى الأمام.
محطات ضمن أخرى عكست بجلاء الاهتمام الكبير الذي يوليه الاتحاد الأوروبي لبلادنا كشريك رئيس، انطلاقا من المكانة الكبيرة التي باتت تحتلها إقليميا وقاريا ودوليا، والتي تؤهلها بجدارة لتكون لاعبا رئيسيا في المشهد.
الوكالة الموريتانية للأنباء