اللقاء التشاوري لعلماء دول الساحل والسودان يدعو إلى إنشاء وتنظيم قوافل للسلام وتشكيل فرق عمل للمتابعة
نواكشوط
تمخض اللقاء التشاوري لعلماء دول الساحل والسودان، الذي نظمه المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم في افريقيا يومي 19 و20 يونيو بقصر المؤتمرات في نواكشوط، عن جملة من التوصيات تمثلت أساسا في الدعوة إلى تشكيل فرق عمل لمتابعة الوضع في الدول الساحل والسودان، ووضع إطار شامل لتنسيق جهود السلام ومبادرات المصالحة وإنشاء لجنة دائمة للحوارات والمصالحات من علماء الساحل والسودان.
وتضمنت التوصيات كذلك حث القيادات الدينيّة على القيام بالتوعية بأهمية تحقيق السلم ونبذ خطاب الكراهية والاقتتال ونشر دعوة المصالحة بين الناس.
وخوّل المشاركون المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم العمل على ذلك، ودعوة المجتمع الدولي إلى تبني هذه المبادرة التي تعزّز الجهود الحالية.
وفي كلمة اختتم بها فعاليات المؤتمر، أكد معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي وكالة، السيد إبراهيم فال ولد محمد الأمين، أن موريتانيا ستبقى دائمة مرحبة بأخوتها في الدين والقارة ليجتمعوا في ظل خيمتها الوافرة، يتدارسون مسوغات السلام، تجسيدا لإيمان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني برؤية السلام والتسامح وقناعته الراسخة بوحدة المصير بين الشعوب.
وشكر معالي الوزير، فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه على مبادرة تنظيم هذا اللقاء التشاوري لعلماء دول الساحل والسودان، كما قدم الشكر للمؤتمرين من العلماء وقادة الفكر وصناع القرار على حضورهم هذا اللقاء والمشاركة الفاعلة فيه.
من جهته قدم رئيس مركز آدم في واشنطن، السيد محمد مجاد، خالص الشكر للدولة الموريتانية، ورئيس منتدى أبوظبي للسلم، على كرم الضيافة وحسن الاستضافة، مثمنا جهودهم في تحقيق السلام في القارة الافريقية.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر الذي شارك فيه علماء ومفكرين ومؤثرين من دول الساحل والسودان وجيران السودان، الأطراف المتصارعة إلى تغليب المصلحة العامة والحفاظ على الأوطان، والقيام بعمل مستعجل لمساعدة اللاجئين والمهجرين من هذه الدول من خلال تأمين الملاذ الآمن والاحتياجات الطبية والغذائية لهم.
وأكد البيان على ضرورة إنشاء وتنظيم قوافل للسلام، يقودها الأئمة والقيادات المجتمعية من مختلف العرقيات والقبائل، ليكونوا رسل وئام وسلام في المناطق التي تعاني من الحروب الأهلية والصراعات الدموية، ودعم المبادرات المحلية التي يقودها الأهالي على مستوى القرى والمدن لوقف إطلاق النار والمصالحة وتوسيع هذا النموذج الإيجابي في باقي مناطق الصراع، إضافة إلى تعزيز وتفعيل دور الشباب والنساء في بناء السلم المحلي، والإسهام في رسم السياسات وبناء الشراكات، لتعزيز استقرار المجتمعات وحفظ السلم فيها.
وخلص المؤتمر إلى مقترحات للمساهمة في معالجة أزمة السودان ودول الساحل، بعد تداول الآراء والأفكار، وتأسيسها على منطلقات المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، المتمثلة في أن النفس البشرية مصونة ومحفوظة شرعا بمحكمات النصوص، وأن حفظ النفوس من أهم مقاصد الدين الإسلامي، وأن السنة النبوية الشريفة حذرت من خطورة الاقتتال الداخلي بين المسلمين، والعدل والرحمة والحكمة والمصلحة هي القيم الأربع الكبرى التي تتأسس عليها كل العلاقات.
جرى حفل الختام بحضور علماء ومفكرين من دول الساحل والسودان وجيران السودان.