شهدت بلادنا هذه السنة ،بالنظر الى التساقطات المطرية الهامة في موسم الخريف الماضي، وفرة المراعي واستعداد المجموعات الرعوية المستفيدة.
وحرصا من السلطات العمومية في بلادنا على حماية هذا المخزون الرعوي الوافر،نفذ المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2 برنامجا لشق الخطوط الواقية من الحرائق بالطرق اليدوية في العديد من الولايات الرعوية.
وقد تم تنفيذ هذا البرنامج الذي يهدف شق ألفي “2000” كيلومتر، في إطار المكونة 4 المتعلقة بالتسيير المستدام للمناظر وتحسين الحكامة التابعة للمشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2.
ويرمي من بين أمور أخرى، إلى تحسين ولوج المنمين والرعاة الى الفضاءات الرعوية والمساهمة في حل إشكالية الغذاء الحيواني في هذه الفضاءات من خلال تنفيذ بنى تحتية واستثمارات التي من شأنها أن تسهل النفاذ إلى المصادر الطبيعية والتسيير المستدام للمناظر الطبيعية والتسيير المستدام والمشاور للبنى المائية .
ويتم تنفيذ هذا البرنامج على مستوى خمس ولايات هي، الحوضين ولعصابة ولبراكنة وكيدي ماغة والتي تشكل مناطق تدخل المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2.
ومكنت هذه الخطوط اليدوية من المساهمة في الحد من الحرائق البرية في إطار أشغال المجموعات ذات الكثافة العالية من اليد العاملة المحلية بغية التقليل من الفقر في أوساط المجموعات الرعوية المستفيدة وذلك من خلال خلق مداخيل تحسن من مستواها المعيشي.
وقد تم إيفاد بعثات دورية للتنفيذ من طرف المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2 والشركاء وخاصة المندوبيات الجهوية لوزارة البيئة والتنمية المستدامة بغية التفتيش والمتابعة عن قرب لإنجاز هذه الخطوط ومباشرة دفع مبالغ للأشغال التي تتجاوز سقف 70000 أوقية جديدة لفائدة المستفيدين الذين لا يملكون حسابات في البنوك.
وفي تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أكد السيد ادريسا جارا، منسق المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2 أن هذا المشروع الذي انطلق سنة 2022، حقق مكاسب كبيرة هذه السنة وذلك احتراما للهدف التنموي الذي يصبو إلى تحقيقه والمتمثل أساسا في تقوية صمود التجمعات الرعوية والمنمين.
وأضاف أن المشروع ساهم في رفع الانتاجية الزراعية والرعوية للسكان المحليين الموجودين في مناطق التدخل.
ونبه إلى أنه من أجل حماية الفضاءات الرعوية لموسم 2022 – 2023 وبدعم من المصالح الفنية لوزارة البيئة والتنمية المستدامة، قام المشروع بتنفيذ برنامج طموح لشق الطرق الواقية من الحرائق بالطرق اليدوية. ويمثل هذا البرنامج إضافة نوعية للمحافظة على المراعي ضد الحرائق البرية وتقديم تحفيزات مالية للسكان الأكثر هشاشة باعتبارهم فاعلين أساسيين لهذا النشاط المستقطب لليد العاملة المحلية.
وبين أن الغلاف المالي لهذه الأنشطة يبلغ حوالي خمسة وستين مليون أوقية قديمة من الموارد الذاتية للمشروع.
تقرير: با عبد الرحمن