AMI

المواهب الموريتانية.. عندما يكون التفكير مبهرا وتحقيق الإنجاز معجزة

الابتكار والإبداع هما محركا التقدم البشري.. والدول الساعية إلى مجاراة التطور التكنولوجي السريع، والتغيرات المتسارعة في الحياة والعمل، ترعى وتستثمر في المبدعين وأصحاب المواهب، وتعمل على تشجيع وتحفيز الإبتكار.

وقد بدأت موريتانيا في رعاية العقول المبدعة من خلال توفير بيئة حاضنة للمواهب والابتكارات وتقديم الدعم اللازم لهم، فهي تحتضن مواهب واعدة ومبدعين مميزين، قادرين على ولوج عالم الابتكار من أوسع الأبواب.

نتعرف هنا على شابين من أبناء هذا الوطن كنموذجين للمواهب الواعدة في هذا البلد، صنعا من الخردة “روبوتا” ومركبة “تيك توك”.

“روبوتا” من الخردة .

دخل ضابط الصف السابق في الحرس الوطني السيد فال لكويري التاريخ من باب الموهبة والابتكار، متسلحا بهمة عالية وعزيمة لا تلين..

لم تثنيه صعوبة المجال، وانعدام الوسائل، ففي قاموسه أن “طعم النجاح لا يتذوق إلا بعد صعوبة الجهد ومرارة الفشل”.

في حوار مع الوكالة الموريتانية للأنباء، قال فال لكويري إن موهبة صناعة “الربوتات” نشأت معه منذ طفولته.. وبحكم خلفيته العسكرية اكتملت عنده صورة حية لابتكار وصناعة “الربوتات” العسكرية، وقد أنجز مجسما يحاكي مروحية عسكرية، جمع كل أدواتها من ورشات “إصلاح السيارات” ومن الخردة المتناثرة في الطرقات والشوارع.

وكشف أنه يعمل الآن على صناعة مركبة عسكرية من نوع apache ah 64 وأن مراحلها الأولى انتهت، ويعتزم عرضها في 28 نوفمبر القادم تزامنا مع الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال الوطني.

وقال فال لكويري إنه عرض موهبته على بعض الجهات ولازال ينتظر الدعم المادي والمعنوي منهم، لافتا إلى أن أصحاب المواهب والإبتكار إذا لم تتح لهم فرصة خدمة الوطن سيهاجرون إلى بلدان أخرى، مطالبا الحكومة بمعالجة هذه المشكلة وأخذ الأمر مأخذ الجد.

المركبة “المعجزة” .

أما الشاب عبد الله ابن عرفة فقد بدأ رحلة الابتكار بصناعة مركبة “تيك توك”، متسلحا بموهبته الفذة ومعرفته بالمعلوماتية وفن عالم السيارات.

اعتكف أياما في محراب الإبداع الخاص به، يرتل آناء الليل وأطراف النهار حكمة مشهورة لأحد المبدعين: “ما يجعل الحياة تستحق أن نحياها هو الإيمان بشيء والتحمس لتحقيقه”.

أبى الشاب عرفة، صاحب الخمسة والعشرين عاما، إلا أن يحقق حلمه على أرض الواقع رغم انعدام الوسائل.. فبمولد صغير وعجلات دراجة ومقعد خشبي ومكبر صوت ومصابيح منزلية وأشياء أخرى… أنجز مركبته بدون أي ميزانية، حصل على كل شيء من الخردة ولوازم البناء المرمية في الشوارع والأزقة.

يضيف عبد الله عرفه “لم يكن المحيط مساعدا لي، لكني فرضت تطبيق الفكرة أيا كانت المعاناة،

فالموهبة إذا ما اقترنت بالذكاء والعمل والإصرار سيفضي ذلك حتما إلى الابتكار والإبداع مهما كانت الظروف”.

وبعد أن أنجز ابن مدينة تجكجة مركبته “المعجزة” جلس في مقعدها الأمامي وبدأ يجوب شوارع مدينته، مكتشفا أن هذه البلاد تحتضن مواهب نادرة باستطاعتها صنع وابتكار أشياء عظيمة لو حظيت بالرعاية والاهتمام اللازمين، موجها نداءه للحكومة بإنشاء برامج واقعية ومباشرة لدعم المواهب واحتضانها وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، فالمنظومة الثقافية والاقتصادية تحتاج هذه المواهب ليرفرف علم البلاد في أعظم المحافل الدولية، ولسان حالها يقول “بورك من جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ”.

 

ريبوتاج / محمد سالم ولد حسنه

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد