تحولت ولاية كوركول في عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى ورشة عمل كبرى في مختلف المجالات التنموية، كان لها بالغ الأثر في تحسين ظروف السكان.
وللتعرف على الانجازات والمكاسب التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية، أجرت الوكالة الموريتانية للأنباء (ومأ) مقابلة مع والي كوركول السيد أحمدنا ولد سيد اب، حيث استعرض جملة من المنجزات والجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في الولاية، تنفيذا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية “تعهداتي”.
وقال السيد الوالي إن القطاع الزراعي حظي بنصيب وافر من الاهتمام والدعم، حيث تم ترميم جميع السدود الكبرى، وإنشاء وإصلاح عدد من السدود الرملية بعموم الولاية، وحماية ما يناهز 300 كيلومتر من المساحات الزراعية بالسياج، وتوزيع كمية تناهز 75 طنا من البذور، بالإضافة إلى المدخلات الزراعية وآلات السقي وتقليب التربة ومختلف المقتنيات المتعلقة بالزراعة المروية والموسمية وشعبة إنتاج الخضروات ضمن برامج الدعم المشتركة بين مندوبية الزراعة والمشاريع التابعة للقطاع.
وأضاف أن السنوات الثلاث الماضية شهدت استصلاح مئتي هكتار من الأراضي الخصبة في قرية بئر البركة بمقاطعة كيهيدي، وإعادة استصلاح مساحات أخرى شاسعة كانت مهملة لعدة سنوات في مقاطعات كيهيدي ولكصيبه ومقامه من طرف مشاريع تابعة لوزارة الزراعة.
وفي مجال التعليم، أكد السيد الوالي أنه تم تشييد 18 منشأة تعليمية، منها 11 مدرسة ابتدائية و7 مؤسسات إعدادية انتهت الأشغال في معظمها، معتبرا هذا الإنجاز إضافة نوعية عززت البنى التحتية التعليمية سبيلا لتحقيق الهدف الأسمى وهو تقريب خدمات التعليم من عموم السكان.
وفي المجال الصحي، نوه السيد الوالي بمواكبة القطاع لمجمل حملات التعبئة والتحسيس والتلقيح أثناء اجتياح موجات فيروس كورونا (كوفيد-19) للبلاد، لافتا إلى أنه تم تخصيص إمكانيات مادية معتبرة لتجهيز المستشفيات والمراكز والنقاط الصحية بعموم الولاية بسلاسل تبريد تعمل بالطاقة الشمسية إلى جانب الطاقة الكهربائية.
وقال إنه يجري حاليا تشييد عدة مراكز صحية وتم اقتناء خمس سيارات إسعاف مجهزة بكل ما تحتاجه من وسائل ومعدات مع تعزيز الطواقم الطبية ووضع معايير واضحة لخارطة توزيعهم بتوازن وحسب الحاجة، بالإضافة إلى توفير آليات التنظيف لمجمل المنشآت الصحية.
وعلى مستوى قطاع الشؤون الاجتماعية، ثمن السيد الوالي الرؤية الثاقبة والمتبصرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مجال العمل الاجتماعي، والتي ترتكز على دعم الفئات الهشة عبر جملة قرارات وطنية هامة تضمنت – من بين أمور أخرى – دفع رواتب شهرية للأطفال متعددي الإعاقة، ولمرضى الفشل الكلوي في عموم البلاد، ناهيك عن الأدوار الطلائعية التي تنفذها المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر” في مد يد العون للمواطنين في مختلف فصول السنة ضمن سلسلة برامج تنموية.
وأضاف أن ما يناهز 23 مليون أوقية قديمة تم توزيعها كقروض ميسرة لصالح دعم التعاونيات النسوية، وكذا بعض الأشخاص ذوي الإعاقة مع فترة سماح تصل لأربعة أشهر وذلك لتمويل 78 مشروعا مدرا للدخل لصالحهم، وهي خطوة تركت بالغ الأثر في نفوس المستفيدين ومن شأنها ضخ سيولة في السوق المحلي وتنمية مقاولات صغيرة ومتوسطة ستساهم في تنشيط الاقتصاد الريفي وتدعم مكافحة البطالة وتشجع روح الإنتاج وتحفز على نبذ الاتكالية.
وأوضح أن الجمعيات العاملة في مجال العون الاجتماعي، والبالغ عددها 13 في عموم الولاية، استفادت من منحة سنوية بلغت 900 ألف أوقية قديمة طيلة سنوات (2019 -2020 – 2021) مواكبة من قطاع العمل الاجتماعي لها في أداء مهامها النبيلة.
وأشار إلى أن آخر تدخل معتبر في هذا الصدد كان بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث تم توزيع 100 أضحية على المسنين وبعض الأشخاص من ذوي الإعاقة ومرضى الفشل الكلوي في الولاية، وبلغت التكاليف الاجمالية للعملية 5 ملايين أوقية قديمة.
وفي مجال الأمن الغذائي، أكد السيد الوالي توزيع مئات الأطنان من المواد الغذائية الأساسية على آلاف الأسر المتعففة بعموم الولاية طيلة السنوات الثلاث الماضية مع تمويل عشرات المشاريع المدرة للدخل وفتح العشرات من مراكز التغذية الجماعية للأطفال بمختلف أرجاء الولاية.
وأضاف أن القطاع ينظم سنويا وبنجاح برنامجا لدعم المنمين من خلال توفير آلاف الأطنان من الأعلاف بأسعار مدعومة في عموم المقاطعات وفي تجمعات الرعي ونقاط المياه الرئيسة بالولاية، بالإضافة إلى انتظام تزويد دكاكين بيع المواد الغذائية الأساسية المدعومة من الدولة مع زيادة سنوية في أعداد هذه الدكاكين موازاة مع العملية الخاصة بشهر رمضان المبارك والتي عرفت زيادة نوعية في المواد الغذائية الأساسية المتوفرة فيها.
وعلى مستوى المياه، أوضح السيد الوالي أنه تم إنجاز عشرات شبكات المياه وعمليات الحفر والآبار الارتوازية بمختلف القرى والتجمعات السكانية ضمن سياسة الدولة بتوفير مياه الشرب لصالح المواطنين وإنجاز البنى التحتية اللازمة لها وحلحلة المشاكل المرتبطة بنقص المياه الجوفية في بعض مناطق الولاية.
وفي مجال الثروة الحيوانية، أوضح السيد الوالي أن الولاية تحتوي على أعداد هامة من الحيوانات، منها 380 ألف رأس من الأبقار ومليون ونصف رأس من الأغنام و15000 رأس من الإبل مما يجعل الولاية تحتل مرتبة متقدمة في سلم أولويات عمل القطاع وهو ما تجسد في تشييد خمس مسالخ وثلاثة أسواق للمواشي و12 حظيرة لتلقيح المواشي وثلاث نقاط صحية بيطرية بكامل تجهيزاتها ووسائل العمل اللازمة.
وأشار في هذا الصدد إلى تمويل 33 نشاطا مدرا للدخل في مجالات اللحوم و الألبان والتجارة والدباغة والزراعة مع حفر وتجهيز عشرات الآبار الرعوية والآبار الارتوازية في منطقة العطف الرعوية، وذلك ضمن الشراكة مع المشاريع العاملة في المجال.
ويتضح من خلال ما سلف أن مكاسب وإنجازات هامة تحققت في مختلف القطاعات ضمن ديناميكية جديدة ومتسارعة تلامس هموم المواطن وآماله بتوفير أسس قوية لتحقيق نهضة تنموية شاملة يكون عنوانها الأبرز ولوج المواطن للخدمات الأساسية وخلق ظروف ملائمة لتطوير مشاريع مدرة للدخل تعزز الاقتصاد المحلي.
تقرير: الناجي ولد بَلَّالْ