المندوبية العامة للتضامن الوطني “تآزر” تطلع الرأي العام الوطني على حصيلة عملها منذ ثلاث سنوات تقريبا
نظمت المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء تآزر اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات القديم في نواكشوط يوما إعلاميا مفتوحا لاطلاع الرأي العام الوطني على أهم الإنجازات التي حققتها منذ إنشائها بشكلها الحالي يوم 29 نوفمبر2019.
وقد شارك في اعمال هذا اليوم الذي جرى بحضور معالي وزيري الداخلية واللامركزية والشؤون الاقتصادية وتنمية القطاعات الإنتاجية ومفوضي الأمن الغذائي وحقوق الانسان عدد من النواب ورؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات المرجعية في الدولة ومنظمات المجتمع المدني والصحافة.
وتميز الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة المنظمة بمناسبة مرور ثلاث سنوات تقريبا على إنشاء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء بشكلها الحالي بتقديم عروض مفصلة حول مختلف البرامج والمشاريع التي تنفذها المندوبية والنتائج التي حققتها خلال تلك الفترة. كما تابع الحضور فلما وثائقيا تطرق إلى مختلف المهام المنوطة بالمندوبية في إطار برنامج تعهداتي”.
وفي كلمة له بالمناسبة قال معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء “تآزر” السيد محمد عالي ولد سيدي محمد:” إن المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” تجسد تعهدَ فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للشعب الموريتاني وهو يومَها مرشحٌ لرئاسة الجمهورية، حين قال إنه “لن يترك أي مواطن على قارعة الطريق”، وإنه سيَرصُد لهذا الغرض 200 مليارِ أوقية قديمة على مدى خمس سنوات.
وأضاف أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أنشاء المندوبية بموجب مرسوم رئاسي، يوم التاسع والعشرين نوفمبر 2019 انسجاما مع تعهداته الانتخابية المندوبيةَ العامةَ للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” ورفع من تراتبيتها الإدارية حيث جعلها برتبة وزارة ومنحها الاستقلالية الإدارية والمالية واحتفظ هو نفسُه برئاسة هيأتها القيادية وهي المجلس الأعلى للتوجيه الاستراتيجي بعضوية معالي الوزير الأول واثني عشر وزيرا وأسند إليها المهام التالية:
وأوضح أن المهام المنوطة بها هي مساعدةَ رئيس الجمهورية في تحديد سياسات الحماية الاجتماعية والتضامن والتكافل الوطني ومكافحة الإقصاء، والفقر لصالح السكان الفقراء والضعفاء؛ تنسيقَ تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية للسكان المستهدفين؛ ضمانَ دمج السكان المستهدفين في عملية التنمية وتعزيز المقاربات القائمة على التضامن؛ القيامَ في إطار الاستراتيجيات والسياسات العامة وبالتشاور مع الجهات الفاعلة الأخرى، بتحديد وتصميم وتنفيذ ومتابعة البرامج الرامية إلى تعزيز التضامن والاندماج الاجتماعيين؛ ضمانَ الولوج الشامل إلى الخدمات الأساسية لصالح السكان المستهدفين؛ تشجيعَ ولوج السكان المستهدفين إلى الملكية العَقارية؛ المشاركةَ في تحديد وتعبئة الموارد اللازمة لتمويل برامجها.
كما كلفها على الخصوص بالمساهمةِ في تحسين الظروف المعيشية للسكان المستهدفين من خلال تمكينهم من الولوج بشكل أفضل إلى الخدمات الاجتماعية، ولاسيما التعليم والصحة ومياه الشرب والصرف الصحي والسكن اللائق ومصادر الطاقة المستدامة؛ بتسيير ولوج السكان المستهدفين إلى التشغيل اللائق والملكية العقارية وإلى مصادر التمويل من خلال تشجيع المشاريع الصغرى ومنح القروض الصغيرة؛ دعمِ زيادة موارد وأرباح الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل لدى السكان المستهدفين؛ تعزيزِ تحمل السكان المعرضين لانعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية من خلال إنشاء بنى اقتصادية داعمة؛ المساهمةِ في تعبئة المستفيدين لتحسين تشغيل وتسيير البنى التحتية والتجهيزات الاجتماعية والاقتصادية؛ تسريعِ الترقية الاجتماعية وتعزيزِ روح المواطنة للسكان المستهدفين؛ تسهيلِ تضافر التدخلات المتعلقة بالسياسة الوطنية للتضامن والحماية الاجتماعية ومكافحة الفقر؛ المشاركةِ في الإصلاح العَقاري وتنفيذه.
وبعد ما يزيد على سنتين ونصف من إنشائها – يضيف المندوب العام – يَحِق لنا أن نتساءل عما حققته “التآزر” وأثر تدخلاتها على الحياة اليومية للمواطن.
أجل، يَحِق لنا أن نتساءل، ولكن يُمكننا أن نقول الآن إن “التآزر” بالتعاون والتنسيق مع القطاعات الوزارية المعنية:
شيدت أكثر من 70 منشأةً تعليمية ابتدائية وثانوية؛ من ضمنها 28 اكتملت وجُهزت وتم تسليمها و44 منشأة تجري فيها الأشغال حاليا بتكلفة إجمالية تقدر ب9 مليارات ونصف أوقية قديمة،
وأنها أطلقت برنامِجا وطنيا للتغذية المدرسية، شمِل في العامين الأخيرين على التوالي 59 ألف تلميذ و66 ألف تلميذ في المناطق الهشة بتمويل وصل إلى مليارين و255 مليون أوقية قديمة،
وأنها أنجزت وجهزت 21 نقطةً ومركزا صحيا في الخدمة الآن؛ بتكلِفة وصلت إلى مليار و91 مليون أوقية قديمة، فضلا عن مستشفى متكامل قيد الانجاز بمقاطعة الميناء بكُلفة تصل إلى 560 مليون أوقية قديمة،
وأنها وفرت إلى حد الساعة التأمين الصحي ل78000 أسرة متعففة،
وأنها ساهمت مساهمة واسعة في التكفل بحاجيات النظام الصحي الوطني من مواد ومركبات مكافحة سوء التغذية الحاد عند الأطفال والذي يُصيب سنويا حوالي 30 ألف طفلٍ موريتاني، بتكلفة إجمالية تجاوزت 968 مليون أوقية قديمة،
وأنها شرَعت في تنفيذ برنامج لتزويد أكثر من 70 قرية بشبكة مائية، وحَفرِ إحدى وأربعين بئرا ارتوازية بمبلغ إجمالي قدره ملياران و920 مليون أوقية قديمة،
وأنها تعمل الآن على إطلاق عملية تزويد 21 قرية بالكهرباء؛ منها تِسعُ قرى سيتم ربطها بالشبكة الكهربائية لصوملك، بكلفة تصل إلى 943 مليون أوقية قديمة، والباقي بالطاقة الشمسية، بمبلغ ثلاثِ مليارات ونصف أوقية قديمة،
وأنها مولت مشاريع مندمجة على مستوى قريتي دالي گمبه بكمبى صالح وأودى أهل الشيهب على مستوى كنكوصه، كما تعمل على تمويل 2300 مشروع مدر للدخل بمبلغ مالي يصل إلى مليارين وثلاثِ مائة مليون أوقية قديمة يستفيد منها أكثر من 10 آلاف مواطن،
وأنها شيدت خمسةَ سدود كبيرة وأطلقت العمل في إثني عشرَ سدا آخر بغلاف مالي قدره ملياران و294 مليون أوقية قديمة،
وأنها قامت ببناء 221 سدًا ترابيًا للرفع من الإنتاج الوطني من الحبوب والخضروات بمبلغ يزيد على 200 مليون أوقية قديمة،
وأنها عمِلت على إطلاق برنامج وطني لدعم 306 تعاونية إنتاجية استفادت من تمويل أنشطة مدرة للدخل بغلاف مالي يزيد على 365 مليون اوقية قديمة،
وأنها قامت بتحديد المقاربات الملائمة لبناء عشرةِ آلاف وحدة سكنية، وقد تم حتى الآن القيام بالدراسات الفنية والمالية للبرنامج، ويُنتظر أن تنطلق الأشغال فيه قريبا،
غير أنه قبل هذا كله وبعدَه يجب أن نقول إن المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” كانت تعمل في ظرفية صعبة:
تأثرت بجائحة كوفيد19 وما نتج عنها من تعطيل في وسائل الإنتاج وصعوبة في التبادلات التجارية وحجر صحي منع الكثير من المواطنين من القيام بنشاطاتهم التي يُعيلون من خلالها أسرهم،
وارتفعت فيها أسعار المحروقات والحبوب على المستوى الدولي،
رغم هذه الوضعية التي تأثرت بها جميع القطاعات الانتاجية، وفي صمت تام تكريما واحتراما للمواطنين المستفيدين، تمكنت “التآزر” من التدخل لمؤازرة المواطنين في جميع ربوع الوطن منذ اللحظة الأولى لإنشائها وحتى اليوم، من تقديم الدعم الغذائي والنقدي المباشر لأزيد من 613 ألف أسرة متعففة، أي ما يعادل أكثر من ثلث سكان البلاد، وقد وصل الغلاف المالي الذي تم توزيعه في إطار التحويلات الدائمة والظرفية لهذه الأسر حتى الآن إلى أكثر من 28 مليار أوقية قديمة وهذا رقم قياسي في تاريخ الدولة الموريتانية، كما تم دمج 100 ألف أسرة متعففة من هذه الأسر في نظام التحويلات النقدية المنتظمة انسجاما مع تعهدات فخامة رئيس الجمهورية.
ودعما لنفاذ السكان الأكثر فقراً إلى المواد الغذائية الأساسية فقد خصصت “التآزر” مبالغ مالية كبيرة لتوفير هذه المواد زادت على 16 مليار أوقية قديمة سنويا، وهي تعكف الآن على إعداد خطة طموحة لهيكلة برنامج التموين الذي يوفر المواد الغذائية بأسعارٍ مدعومة.
أيها السادة، أيتها السيدات
وقال المندوب العام سأقف هنا عند بعض مؤشرات الأداء التي تعبر عن المجهود الذي قامت به “التآزر”:
إذا استثنينا شركة اسنيم فإن المندوبية العامة التآزر تشكل أكبر مشغل على مستوى التراب الوطني وبفارق كبير عن أقرب الشركات الأخرى، اذ تتحمل المندوبية العامة أجور3041 شخص من بينهم 2492 على ميزانية برنامج التموين المنفذ عن طريق مفوضية الأمن الغذائي و248 على ميزانية برنامج تكافل بالإضافة الى301 يعملون في المندوبية العامة والمشاريع الأخرى.
تشكل التغطية الصحية للأسر المتعففة أحد المحاور الأساسية للاستراتيجية الوطنية للتضامن التي أعتمدها المجلس الأعلى للتوجيه الاستراتيجي للتآزر برئاسة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. وفي هذا الإطار تعطي الإحصائيات الرسمية للصندوق الوطني للتأمين الصحي مؤشرات ذات دلالة:
تتربع المندوبية العامة وبلا منازع على صدارة مجموعات المؤمِنين بما يمثل ثلثي جميع المؤمَنين المدنيين والعسكريين على المستوي الوطني
عدد الأسر المؤمَنة من قبل التآزر يتجاوز العدد الإجمالي للموظفين العمومين وعمال المؤسسات والشركات العمومية وشبه العمومية والعمال غير الدائمين مجتمعين
تكلفة التغطية الصحية المدفوعة من قبل التآزر عن المؤمنين سنويا تتجاوز 2.1 مليار أوقية قديمة.
إن الإعانات النقدية الدورية التي توزعها التآزر خلقت أملا لدى 98236 أسرة مستفيدة للحصول على بعض المستلزمات الضرورية كانت تعُوزُهم لتدني الدخل أو لانعدامه أصلا. إن هذه التوزيعات التي هي في تزايد من حيث المبلغ ومن حيث عدد المستفيدين تصل براحةِ مُعِيلي ومُعِيلات أسر في أمسِ الحاجة إليها وتمكن من ضخ 8,6 مليار أوقية قديمة سنويا وبصورة مباشرة في الحيز الاقتصادي للفقراء.
وبالإضافة إلى الإعانات النقدية الدورية والمتواصلة خصصت التآزر مكونات أخرى في فترات الصدمات لمد يد العون في الأوقات العصيبة وفي هذا الإطار:
استفادت 13751 أسرة من توزيعات التكافل في فترة صدماتٍ بغلاف مالي قدره مليار وثلاثة أربعين مليون أوقية قديمة
واستفادت 369292 أسرة متعففة من المساعدات في فترة جائحة كوفيد 19 بغلاف مالي يناهز 9 مليارات أوقية قديمة
وفي السنوات الثلاث الأخيرة استفادت 105969 أسرة متعففة عن طريق مكونة المعونة بغلاف مالي قدروه 6,8 مليار قديمة.
وهكذا تعكس مؤشرات الاداء المتوفرة الإنجازاتِ الهامةَ للتآزر من حيث تحسن الظروف المعيشية للأسر (القوة الشرائية والوضع الصحي والتغذية، والتعليم…) بفضل التحويلات النقدية المنتظمة وبفضل نقل المعطيات حول أفضل الممارسات من خلال جلسات الترقية الاجتماعية التي يقوموا بها المنعشون الاجتماعيون الهادفة الى تغيير بعض المسلكيات.
أيها السادة، أيتها السيدات
كل هذه البرامج تعمل وَفق مقاربة اقتصادية واجتماعية ووَفق منهجية تشاركية تؤسس لقاعدة البيانات للسجل الاجتماعي للأسر المتعففة وتستخدم أنظمة معلوماتية بتقنيات حديثة. إن مَوْثُوقية قاعدةِ البيانات المتوفرة اليوم لدى التآزر جعلتها مرجعيةً لجميع المتدخلين في مجال مكافحة الفقر والحماية الاجتماعية من قطاعاتٍ رسمية ومؤسساتٍ دولية ومنظماتٍ غير حكومية.
وتعكُف التآزر الآن على تحديث بيانات هذا السجل لضمان استيعابه لجميع الأسر الفقيرة في البلاد، كما تعمل على إطلاق حِزمة جديدة من المشاريع والبرامج من شأنها أن تغير بصورة كبيرة من واقع الفئات الأكثر هشاشةً في مختلف أنحاء الوطن إلى الأفضل وتُجسد مضامن تعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الآنفةِ الذكر.
أيها السادة، أيتها السيدات
إن تنظيم المندوبية العامة لهذا اليوم الإعلامي والذي شرفتمونا بحضوركم لفعالياته يترجم سياسة فخامة رئيس الجمهورية الرامية الى إشراك جميع الطيف السياسي والمجتمعي والثقافي من منتخبين ومفكرين وأعضاء مجتمع مدني وأصحاب ضمائر حية، بغض النظر عن انتماءاتهم ووجهات نظرهم للمساهمة في دعم سياسات التضامن الوطني وتعزيز الحماية الاجتماعية ومكافحة الإقصاء والفقر.
وأخيرا أجدد لكم الشكر والترحيب وأدعوكم إلى متابعة العروض والوثائقيات التي سيقدمها منسقو وخبراء وأطر التآزر، وأتمنى لكم جميعا متابعة جيدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.