رمضان في كيهيدي: أجواء روحانية وبرنامج إحيائي ديني متكامل

تعيش مدينة كيهيدي على غرار باقي مدن البلاد هذه الأيام أجواء إيمانية وروحانية في رحاب شهر رمضان الكريم شهر الصيام والقيام من خلال الإقبال المكثف على بيوت الله لأداء الصلاة وقيام الليل والاعتكاف في العشر الأواخر والاستفادة من الدروس التي تقدم على المنابر إحياء لهذا الشهر الكريم.

هنا حيث ترتفع أصوات الأذان وتلاوة القرآن الكريم العطرة آناء الليل وآطراف النهار تلاوة تنعش الأرواح وتثلج الصدور وتجلب الإطمئنان والسكينه لكل سامعيها عبر مكبرات الصوت من كل المساجد في المدينة المترامية الأطراف.

وفي هذه الأجواء المفعمة بنفحات الايمان الزكية يواصل شيوخ المحاظر وخطباء المساجد في مدينة كيهيدي برنامجهم الاحيائي المتنوع من خلال أجندة تفصيلية يومية تتضمن تقديم الدروس القرآنية والمحاضرات الدينية التي يستفيد منها تلاميذ المحظرة وجيران المساجد وجمهورها من تنزيل الأحكام الشرعية والأجوبة الشافية الوافية لمختلف استشكالات العبادات والفروع المتشعبة لفقه المعاملات.

كما تعكف المحاظر على تأدية مهامها في تدريس العلوم الشرعية ومجالات اللغة حيث تقطع سكون الليل تلاوات عطرة من كتاب الله العزيز يعلو صوتها في الأحياء والأزقة والشوارع والساحات ناهيك عن التأدية الجماعية لصلاة التراويح وأجواء الخشوع والخضوع لصلوات التهجد خلال السدس الأخير من الليالي الرمضانية المباركة.

وتناغما مع المظاهر الخاصة بالشهر الكريم أعدت المديرية الجهويه للشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي برنامجا للإحياء الرمضاني من عدة فعاليات تشمل برنامج “منبر الصائم” وهو برنامج تبثه محطة إذاعة موريتانيا بكيهيدي كل مساء ويستضيف عددا من مشاهير الفقهاء في الولاية ويذاع بمختلف اللغات الوطنية؛ ويشهد تناول أحد المواضيع التي تهم المسلم في حياته العامة أوالخاصة ليشرح الجوانب الشرعية المتعلقة به؛ وفور انتهاء العرض يستقبل أسئلة المستمعين عبر الهاتف ليرتب الأحكام الشرعية المناسبة لها .

وعلى صعيد آخر تتواصل المحاضرات اليومية في عشر مساجد كبرى بمدينة كيهيدي حيث يتم التركيز على المساجد الواقعة بمحاذاة الأسواق وملتقيات الطرق

بالشوارع الرئيسية لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من السكان من تلك الدروس والمحاضرات والمواعظ الهامة والتي تشرح المعاني بمختلف اللغات الوطنية.

وفي تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أكد المدير الجهوي للشؤون الإسلامية والتعليم لأصلي بولاية كوركول السيد محمد الحافظ أحمدو أمينو على أهمية مواكبة هذا الشهر الفضيل بما يناسبه من دروس ومحاضرات تشمل الرد على التساؤلات والنوازل والاستشكالات المتعلقة بأحكام الصوم ومختلف الجوانب الدينية والمعاملات البينية في شتى المجالات.

وقدم تشكراته الخالصة للأئمة وشيوخ المحاظر على ما بذلوه من جهود لمواكبة أيام شهر المغفرة بما يليق به من قيام وتثقيف لعامة المسلمين من إنعاش البرامج المباشرة عبر الأثير لاعتلاء منابر المساجد للوعظ والارشاد والتوجيه منوها بتقديم القطاع للدعم المادي والمعنوي لأصحاب الفضيلة لأداء مهامهم النبيلة والجسيمة في أحسن الظروف.

و في ميدان العمل الخيري كثفت المنظمات والهيآت العاملة في المجال من عملها مآزرة للفئات الهشة في شهر الخير والعطاء حيث يتم تنظيم إفطارات جماعية في المساجد للمعتكفين وعابري السبيل مع توزيع سلات غذائية في مختلف أحياء المدينة .

كما يقدم المحسنون مديد العون للفقراء والأرامل واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة … و في هذا الإطار أعطى مستشار والي كوركول المكلف بالشؤون السياسية والاجتماعية السيد محمد فال ولد لبات يوم الخميس الماضي إشارة انطلاق عملية توزيع مجاني لكميات هامة من المواد الغذائية بلغت 40 طنا موزعة بالتناصف بين السكر والأرز مقدمة من طرف رجل الأعمال السيد محمد سميگا لصالح مئات الأسر المتعففة.

كما قامت منظمة “لنتحرك معا” بتوزيع كميات معتبرة من السمك بلغت ثلاثة أطنان على مئات الأسر الهشة في مدينة كيهيدي، وأكد رئيس المنظمة السيد گورو سليمان جاگانا أن هذه العملية تدخل في إطار مواكبة وتعزيز جهود الدولة في مجال دعم السكان ومساعدتهم وخاصة في أجواء شهر الصيام حيث تتضاعف الأعباء المادية.

وينظر السكان إلى شهر رمضان المبارك بالكثير من التقدير والتقديس، ويستقبلونه بمزيد من الحفاوة والترحاب؛ ويحرصون فيه على إخراج الصدقات، والمواظبة على صلة الرحم، كما ينتظره الأغنياء والموسرون بزكواتهم طلبا لمضاعفة الأجر والثواب.

ويبقى رمضان في كيهيدي كما هو واقع مدن البلاد فرصة لمضاعفة النوافل واكتساب العلوم الشرعية مع بذل الخير للناس، كما يمثل في نفس الوقت فرصة لتبادل الزيارات بين الأهالي والجيران، مع تصفية ما علق من مشاكل وخصومات رغبة في أن يكون ختامه مسك بخروج المسلم منه مغفور الذنوب.

تقرير :عيشانه أحمد المختار