نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العالمي مساء اليوم الخميس بنواكشوط حفلا للانطلاقة الرسمية للاستراتيجية الوطنية لقطاع التعليم العالي.
وتضمن الحفل عرضا مصورا لمحاور هذه الاستراتيجية في أفق 2030، قدمه خبير من مكتب المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو، وتناول الجوانب المتعلقة بتطوير التعليم العالي والبحث العلمي وملاءمته مع المعايير الدولية الخاصة بعصرنته والتحسين من نوعيته والرفع من مستواه.
وفي كلمة لها بالمناسبة أكدت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، السيدة آمال بنت سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، على أهمية هذه الاستراتجية، باعتبارها ستساهم في إنارة الطريق للباحثين والخبراء في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، للتحسين من أدائهم العلمي والرفع من مستواهم الأكاديمي، مضيفة أن إعدادها تم بالتعاون مع المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو، مما يجعلها تكتسي أهمية خاصة لما لهذه المؤسسة من سمعة وكفاءة عالية في هذا المجال، بإشراف مباشر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفق منهج تشاركي شمل كل الفاعلين في مجال التعليم العالي.
وقالت معالي الوزيرة إنه تم الحرص خلال هذه العملية على استكمال جميع المراحل المعتمدة، انطلاقا من تشخيص للحالة القائمة والعمل على محاكاة تطور نظام التعليم العالي، واستخلاص المحاور الاستراتيجية، انتهاءً بإعداد خطة عمل للوصول للأهداف المرجوة.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن التقرير العام المتعلق بهذه الاستراتيجية تم إعداده باللغتين العربية والفرنسية لتعميم الفائدة ولتمكين الجميع من دراستها بصورة متأنية، مؤكدة بأنها ستتيح لصناع القرار وضوح الرؤية وتحديد الأولويات، مما سيساعد في تطوير تعليمنا العالي وتحسين واقعه كمًا وكيفًا.
وفي الأخير قدمت شكرها لكل من ساهم في إعداد هذه الاستراتيجية وطنيا ودوليا.
وكان مدير التخطيط والإحصاء والبرمجة السيد سيدي ولد مولود، قد ألقى قبل ذلك كلمة ثمن فيها الدور الذي قام به الفريق الوطني والمعهد الدولي للتخطيط التربوي من أجل إعداد هذه الاستراتيجية إعدادا علميا يستجيب للمتطلبات الوطنية والدولية الهادفة إلى اعتماد تعليم نوعي ينسجم مع الحاجيات الوطنية في المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
وقال إن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي يولي اهتماما بالغا للرفع من مستوى التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال متابعته المباشرة لهذه الاستراتيجية في جميع مراحلها إلى أن اكتملت وأصبحت جاهزة للعرض.
وأسدى شكره للخبراء الذين حضروا وشاركوا في عرض هذه الاستراتيجية، مما أكسبها طابعا مهنيا بكل المقاييس العلمية.
وبدوره أوضح رئيس مكتب المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو السيد كوفي سنيا كوبتو، أن هذه الاستراتيجية هي ثمرة عمل مشترك على مدى سنين، بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمعهد الدولي للتخطيط التربوي بداكار، مضيفا أن مسارها تم تمويله كليا من طرف الحكومة الموريتانية، مما يترجم الأهمية الكبرى التي توليها الحكومة الموريتانية لتمويل المشاريع الخاصة بإصلاح التعليم بشكل عام وبصورة مستمرة لبلوغ أهداف التنمية الشاملة.
وأكد على أهمية تنظيم هذا النوع من اللقاءات وضرورة التنسيق والتشاور بين القائمين على التعليم الأساسي والعالي، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في العمل على تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وجرى الحفل بحضور وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي والأمينين العامين لوزارتي الدفاع الوطني والشؤون الاقتصادية والقطاعات الإنتاجية ومسؤولي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.