شكلت تداعيات جائحة كوفيد-19 التي فرضت نفسها على كل شعوب المعمورة منذ سنتين تقريبا – تحديا جديدا للسياسات الداخلية والخارجية لكل دول العالم بما فيها بلادنا، الأمر الذي حدا بالسلطات العليا في البلد ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، واللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة جائحة كوفيد-19 برئاسة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال ومختلف القطاعات العمومية والخصوصية بإعادة رسم سياسات جديدة، ووضع خطط واستراتيجيات ديناميكية حديثة تتماشي مع متطلبات هذه الظرفية الصحية الخاصة بكل المقاييس.
وقد تجسدت تلك السياسات في العمل على حماية المواطنين وتوفير الرعاية الاجتماعية، عبر تفعيل الإجراءات الاحترازية الوقائية من هذا الفيروس التاجي في عموم البلاد، الأمر الذي تطلب توحيد كافة الجهود الداخلية عمومية كانت أو خصوصية وتحمل المسؤولية الذاتية سبيلا إلى الحد من تأثير تداعيات هذه الجائحة العالمية على الحياة العامة للمواطنين.
ونتيجة لوعي السلطات العليا في البلد وإدراكها الجيد بأن طوق النجاة الوحيد من الوقوع ضمن دائرة الخطر هو الحماية الاجتماعية، عملت جهة نواكشوط برئاسة السيدة فاطمة بنت عبد المالك، وعن طريق الإدارات التابعة لها على السير بخُطى متسارعة في اتجاه تطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية التي أقرتها السلطات العليا في البلد لمواجهة الجائحة، كاحترام التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات أو ما يعادلها، والتعقيم، بالإضافة إلى تجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة.
ولأن العدوى المجتمعية أصبحت واقعا معيشا كان لجهة نواكشوط دور كبير في مواجهة هذه الجائحة، من خلال القيام بحملات تعقيم شهرية تستهدف الساحات العمومية والأماكن المزدحمة كالأسواق والمساجد والبنوك والمخابز وغيرها من أماكن التواجد المكثف للمواطنين، كما وزعت نحو 500 آلة تعقيم على المؤسسات التعليمية والصحية والإدارية والمساجد، و 200 جهاز قياس حرارة على المؤسسات التعلمية في نواكشوط، وشاركت في توزيع نحو 3 ملايين كمامة على المؤسسات العمومية في البلاد الجمعة الماضي.
كما اشتملت الحملة ــ المعلنة من طرف جهة نواكشوط ــ على توعية المجتمع المحلي حول خطورة الوباء، وضرورة التقيد بالإرشادات الاحترازية من خلال نداء وجهته رئيسة الجهة باللغات الوطنية تحث فيه المواطنين على أهمية زيادة نسبة المستفيدين من اللقاح في مواجهة فيروس كورونا.
وكانت رئيسة الجهة قد أشرفت بُعيد كلمتها على إطلاق حملة موسعة للتلقيح، فضلا عن إطلاق حملات للتحسيس على مستوى المحال التجارية والأماكن العامة، كما وزعت الجهة عددا من السلال الغذائية استهدفت الأسر الأكثر تضررا من الجائحة.
وسعيا منها للمساهمة في تعزيز الموارد البشرية الصحية قامت جهة نواكشوط بتوقيع مجموعة من شراكات التعاون مع مستشفى الشيخ زايد، ومركز الأمومة والطفولة تهدف من خلاله إلى دعم وتعزيز النظام الطبي في مواجهة تحديات الجائحة، هذا بالإضافة إلى توزيع الأدوية والمعدات الطبية على عدد المرافق الصحية والمؤسسات الاستشفائية في البلاد.
وتأتي الجهود الآنفة الذكر في إطار حملة وطنية للتصدي للجائحة أعلنت عنها الحكومة الموريتانية، وواكبتها جهة نواكشوط في كل مراحلها؛ حيث كانت بمثابة أداة ناجعة في الحماية الاجتماعية والعمل الاجتماعي الهادف إلى تحقيق مرتكزات الأمن البشري، من خلال مواصلة الجهود والعمل الدؤوب على مواكبة الأهداف المنوطة بها سبيلا إلى المساهمة في تطوير جهود الوقاية والحماية الاجتماعية.
تقرير: محمد عبد الحي المختار