أشرف معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، صباح اليوم السبت في وادان، على إطلاق فعاليات الندوة المنظمة لصالح السلك الدبلوماسي المشارك في فعاليات مهرجان مدائن التراث بوادان تحت عنوان: التسامح في خلقه صلى الله عليه وسلم.
وأكد معالي الوزير، في كلمة له بهذه المناسبة، أن مدينة وادان تعكس الوجه التاريخي المشرق لموريتانيا كأرض تواصل بين الثقافات وجسر لقاء بين مختلف الأعراق، مبينا أنها تشكل منارة علم أسست بخصوصيتها نموذجا معرفيا قائما على التسامح والوسطية ونبذ التطرف نتيجة لقوة عطاء علمائها وأئمتها في تصحيح الفهم الخاطئ لديننا السمح.
وأوضح معالي الوزير أن مدينة وادان تشكل إحدى قلاع المعرفة في البلاد إلى جانب مثيلاتها شنقيط وتيشيت وولاته وغيرها من القصور التي حافظت على إشعاع بلادنا المعرفي، وسط مجالها الصحراوي، متمسكة بخصوصيتها ومنفتحة على حضارات مختلفة، مضيفا أن الأربيين كان لهم حضور في وادان، حيث كانت منطقة مبادلات تجارية، تربط جنوب إفريقيا بشمالها وبمنطقة الساحل.
وقال إنه من الصدف السعيدة أن ينعقد مهرجان مدائن التراث ونحن نعيش اليوم عبق التاريخ وأريج المعرفة والتواصل والتسامح بمدينة وادان وبلادنا تسير بخطى واثقة على طريق التنمية.
وأضاف أنه في هذا الإطار يتنزل خطاب فخامة رئيس الجمهورية الذي ألقاه خلال إشرافه على افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان مدائن التراث، مؤكدا ان هذا الخطاب ركز على قدسية اللحمة الوطنية الجامعة وعلى المواطنة كأساس للإنتماء الواحد.
وبدوره، أكد البرلماني المحاضر العلامة الخليل النحوي، في محاضرة له تحت عنوان: التسامح والآخر في خلقه صلى الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى حث على التخلق بالخلق الحسن، إذ يصف الرسول الكريم بالخلق فيقول: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على التسامح والتعايش ونبذ العنف والتطرف انطلاقا من بعث روح التسامح والتعاون والحوار امتثالا لقول الله جل وعلا: {وجادلهم بالتي هي أحسن}.
وأضاف أن مدينة وادان ظلت عبر مختلف عصور التاريخ مدينة إشعاع ثقافي وحضاري، مبينا أنها مدينة الدبلوماسبة والمعرفة والتسامح.
وبدوره، أكد الدبلوماسي المتقاعد السيد أبوبكر سوغو، أن الدين الإسلامي الحنيف يشكل رابطا قويا مكن من تلاحم كافة شعوب العالم تحت مجموعة من القيم الدينية الفاضلة التي تمجد الإنسان وتحثه على التعاون والتسامح ونبذ العنف والتطرف.
وأضاف أن مدينة وادان تشكل التراث الحضاري لكل الموريتانيين بما تمثله من قيمة فكرية وعلمية، حيث ظلت منارة شامخة للعلم والمعرفة والانفتاح على الآخر، مبينا أن ذلك تجسد في كونها كانت تشكل محطة هامة في طريق القوافل عن طريق التجارة عبر الصحراء.
وتخللت هذه الندوة المنظمة لصالح الدبلوماسيين فقرات مديحية تمجد الرسول على الصلاة والسلام وتثني على خصاله الحميدة قدمتها كوكبة من خيرة الفنانين و المداحيين الموريتانيين أمثال، سدوم ولد أيده وكرمي بنت آب والمداح السيد ولد بدن.
وجرت هذه الندوة بحضور وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة السيد المختار ولد داهي ووالي آدرار السيد حدادي أمبالي ياتيرا، وعمدة بلدية وادان السيد محمد محمود ولد أمي ونائبها البرلماني السيد أحمد ولد محمد السالك ولد اسليمان وكوكبة من أصحاب الثقافة والفكر والسلطات الأمنية في الولاية.