AMI

صالونات العاصمة: حين تطال تأثيرات الجائحة مقص الحلاق

ما تزال تداعيات جائحة كورونا تلقي بظلالها على مختلف أوجه الحياة في عموم التراب الوطني مشكلة بذلك عرقلة كبيرة وحجر عثرة أمام انسيابية العديد من الأنشطة اليومية وتحقيق أصحابها لأبسط استفادة.

وكما تختلف تداعيات الجائحة من مكان لمكان ومن قارة لأخرى، يتنوع حجم تأثيرها من قطاع لقطاع ومن نشاط لآخر.

ويبقى القطاع غير المنصف، بما يستقطبه من نشاطات ذاتية قائمة على مبادرات الأفراد وجهودهم الشخصية، الأكثر تأثرا بالجائحة لدرجة هددت معها بإيقاف الكثير من أنشطة القطاع.

وفي هذا الإطار يعود الحلاق أحمد بالذكريات إلى ما قبل مارس من العام الجاري أيام كان لا يجد- رفقة الثنائي يحيى وإطول عمرو- فرصة للحديث على امتداد اليوم سوى ما يختلسه من لحظات عندما يداعب وزميلاه شعر الزبناء الذين كان يعج بهم محل الحلاقة الواقع على ناصية شارع عام بمقاطعة تفرغ زينة.

واليوم وبفعل تفشي فيروس كورونا- يضيف أحمد- تغيرت الحال وظل اثنان من كراسي الحلاقة الثلاثة الموجودة بالمكان شاغرين بفعل النقص الكبير في مرتادي الصالون.

وضعية يعيدها أحمد إلى تصدر مقاطعة تفرغ زينه لأرقام الإصابات المسجلة في العاصمة، مما أدى إلى عزوف الكثيرين عن محلات الحلاقة بالمقاطعة وانعكس ذلك سلبا على الوضعية الاقتصادية لأصحابها.

ولا يلوح في الأفق القريب – حسب أحمد- ما يشي بتغير الوضعية بل يزداد الأمر سوء- في تقديره- كلما فكر في مبلغ الإيجار الشهري للمحل الذي يصل إلى 100 ألف أوقية قديمة وفاتورتي الماء والكهرباء وغيرهما كثير،وعقد مقارنة بين دخله قبل الموجة الأولى من الجائحة ودخله اليوم في ظل الموجة الثانية منها.

ولا تقف تأثيرات جائحة كورونا عند هذا الحد، بل شكل حظر التجول المفروض كإجراء احترازي ضد الفيروس، ما وصفه أحمد بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على نشاط صالونات الحلاقة وخاصة تلك التي اعتاد الزبناء ارتيادها ليلا قبل أن يغلقها الحظر.

ولا يختلف حال أحمد في تفرغ زينه عن حال الحلاق سعدنا بمقاطعة تيارت الذي تهدد تأثيرات جائحة كورونا محله الوحيد بالإغلاق بعدما غادر معظم الزبناء إلى غير رجعة.

هنا يؤكد سعدنا وقد استقبل أول زبون له بعد ما قارب اليوم منتصفه، أن وضعية الركود التي تعيشها صالونات الحلاقة بشكل عام، مردها الأساس إلى حالة الهلع الشديد التي يعيشها المواطن بفعل انتشار كورونا.

وأضاف أن دخل صالونه قد انخفض بقرابة السبعين في المائة مما ينذر بعجزه عن سداد الإيجار الشهري للمحل البالغ 35000 أوقية قديمة إضافة الى تكاليف الكهرباء التي تشكل المادة الاستهلاكية الأولى للمحل.

ويحكي سعدنا بمرارة تفاصيل عزوف الزبناء عن صالونات الحلاقة تحت ذرائع مختلفة منها ما يعود لصرامة ملاك محلات الحلاقة في تطبيق إجراءات احترازية قد لا تصادف هوى لدى بعض الزبناء، ومنها ما يرتبط بخوف القسم الأكبر من هؤلاء من عدوى هذه المحلات نتيجة لعادتها المستحكمة في الاستخدام المشترك لآلات الحلاقة.

وبين هذا وذاك، يعمد قسم ثالث إلى اقتناء آلات حلاقة شخصية ليفرض على الحلاق واقعا جديدا عنوانه “نصف تعرفة” وعندها يزداد الوضع المادي سوءا وتقوى لدى أصحاب الصالونات يوما بعد يوم عزيمة الإغلاق.
تقرير/المختار الطالب النافع

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد