سكان مقاطعة أمبود: إطلاق رئيس الجمهورية السنة الدراسية من عاصمة المقاطعة دليل على اهتمامه بترقية أداء التعليم في المناطق الهشة
يعلق سكان مقاطعة أمبود على الزيارة التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لمقاطعتهم لإطلاق السنة الدراسية من مدرسة أدباي الترحيل بمدينة أمبود آمالا كبيرة لترقية أداء المنشآت التربوية بهذه المقاطعة التي تعتبر إحدى أكبر مقاطعات الوطن بعدد سكان تجاوز حسب آخر إحصاء عتبة المائة ألف نسمة.
وقد اعتبر سكان المقاطعة الذين التقتهم بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء أن اختيار رئيس الجمهورية لمدينة أمبود لإطلاق السنة الدراسية يحمل رسالة واضحة من سيادته أنه يولي عناية خاصة لترقية وتطوير قطات التعليم في البلد بصفة عامة والاعتناء بوضعية المنشآت التعليمية على مستوى المناطق النائية والهشة بصفة خاصة.
وطالبوا بسد النقص المسجل في طواقم التدريس سواء على مستوى التعليم الأساسي أو الثانوي وبإعادة بناء المنشآت التربوية في المقاطعة أو ترميمها وتزويدها بالمعدات والآليات الضرورية لتقديم الدروس في جو ملائم.
وأكدوا على ضرورة اعتماد الكفالات المدرسية خصوصا على مستوى المدارس في بلديات المقاطعة التسع، مشيرين إلى أن الكفالة المدرسية تشكل عاملا مهما لإقبال التلاميذ على التدريس ومحاربة التسرب خصوصا بالنسبة لأبناء هذه المقاطعة التي يمتاز عدد كبير من سكانها بالفقر والهشاشة.
وقد أوضح عمدة بلدية أمبود، السيد سي آدما، في مقابلة مع بعثة الوكالة للموريتانية للأنباء، أن مدينة أمبود التي هي من أقدم مقاطعات البلد، و تشكل مدخلا لمنطقة آفطوط، تعيش فيها مختلف مكونات الشعب الموريتاني.
وأشار إلى أن المنظومة التعليمية في هذه المدينة – التي تعتبر من أوائل قرى البلاد التي أفتتحت فيها مدرسة حديثة سنة 1945 م – مازالت متواضعة جدا ودون المستوى المطلوب سواء من الناحية الكمية أو من الناحية الكيفية، مشيرا إلى أن الواقع الذي تعيشه المدارس حاليا يجب أن يتغير تغيرا جذريا نحو الأفضل.
وقال إن مقاطعة أمبود توجد بها حوالي 120 مدرسة إلا أن جل هذه المدارس غير مكتملة باستثناء 24 منها فقط، مشيرا إلى أن عدد المدارس في المقاطعة إذا ما قورن بعدد سكانها الذي يتجاوز 100 ألف نسمة، يتضح أنه متواضع جدا.
وذكر بأن بلدية أمبود بشكل خاص توجد بها 6 مؤسسات تعليمية أربع منها مكتملة، مشيرا إلى أن هذه المنشآت التعليمية التي تتوفر على 53 فصلا يدرس فيها 3700 تلميذا من ضمنهم 2800 بنتا.
وأشار إلى أن نوعية المنشآت التعليمية في البلدية متواضعة وهي تنقسم إلى نوعين مجموعة قديمة تم بناؤها في إطار تدخلات مشروع التهذيب وهي تحتاج إلى إعادة بناء أو ترميم على الأقل وتأثيث، وهناك مجموعة أخرى من المدارس لا بأس بها.
ونبه إلى أن غياب الكفالات المدرسية أثر بشكل كبير على التعليم في مقاطعة أمبود نظرا لأن جل سكانها من المزارعين وأوضاعهم الاقتصادية ضعيفة جدا وهشة، مبرزا ضرورة اعتماد كفالات مدرسية في المدارس التي توجد في المناطق الهشة دعما لسكانها ومن أجل مساعدة التلاميذ على مواصلة مشوارهم الدراسي.
وقال إن قيام رئيس الجمهورية بزيارة المقاطعة وإطلاق العام الدراسي منها تشكل لفتة مهمة جدا بالنسبة لسكان هذه المقاطعة التي تأخرت كثيرا في أخذ دورها وأن تساهم في تنمية نفسها والبلد بشكل عام نتيجة لعدة عوامل يأتي في مقدمتها غياب منظومة تعليمية فاعلة، مشيرا إلى أن الموريتانيين عليهم أن يعرفوا أنهم ضيعوا كثيرا من الوقت وبالتالي عليهم أن يتداركوا ما فات وينطلقوا من جديد على أسس جديدة وقوية تراعي مصلحة البلد ومستقبله.
وقال إن سكان المقاطعة يثمنون هذه اللفتة التي ستمكن رئيس الجمهورية من الاطلاع على وضعية سكان هذه المقاطعة، مشيرا إلى أن السكان يأملون في أن تعطي هذه الزيارة دفعا جديدا لوضعية التمدرس في هذه المقاطعة وفي مختلف مناحي البلاد بشكل عام.
وأشار عمدة بلدية أمبود إلى أن سكان هذه المقاطعة يعتمدون بصفة خاصة على الزراعة والتنمية الحيوانية بأسلوبهما التقليدي الذي لا يساعد على تحقيق أكبر استفادة من هذين الموردين الذين يعتبران عصب الحياة الاقتصادية في المقاطعة، يضاف إلى ذلك عزوف جل المواطنين عن ممارسة النشاط الزراعي خصوصا الشباب الذين يغادرون إلى المدن الكبرى في البلد بحثا عن العمل.
وطالب بتشييد سدود كبيرة لحفظ المياه التي تضيع كميات هائلة منها سنويا في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إليها لتوفير مياه الشرب التي تشهد نقصا كبيرا في جل مناطق البلاد، ولاستخدامها في النشاطات الزراعية.
و ثمن الأعمال المقام بها لتشييد محطة كهربائية جديدة في مدينة أمبود ستمكن من توسيع خدمات الكهرباء وتزيد من طاقتها على مستوى المدينة.
أما مفتش التعليم في مقاطعة أمبود، السيد أحمد محمود ولد أحمدو، فقد قدم عرضا حول واقع التعليم في هذه المقاطعة التي تضم أكثر من 300 تجمعا يتوفر على 120 مدرسة جلها غير مكتمل إما أحادية المعلم وثنائية القسم.
وأشار إلى أن الوزارة تقوم بجهود كبيرة لتوفير خدمة التعليم لأبناء هذه المقاطعة ولكن هذه الجهود تواجه مشكلتين رئيسيتين إحداهما كثرة احتياجات المقاطعة في مجال التعليم وتشتت المواطنين داخل عشرات القرى المبعثرة مما تسبب في وجود ظاهرة المدارس غير المكتملة التي يكون أداؤها دائما متواضعا بالمقارنة من المدارس المكتملة.
وأشار إلى أهمية العمل على خلق تجمعات تسمح بإعادة توزيع الخريطة المدرسية مما يسمح بوجود مدارس مكتملة تمكن التلاميذ من الحصول على تعليم متميز، مشيرا إلى أن تجمع “سبه الله” كان مثالا حيا لأهمية تجميع القرى في تعزيز أداء المؤسسات التربوية في المقاطعة.
وقال إن طواقم التدريس في مقاطعة أمبود تبلغ 250 معلما من ضمنهم 88 من مقدمي الخدمات، و تتوفر المؤسسات التعليمية فيها على 377 حجرة مستخدمة تعطل بعضها نتيجة الأمطار خلال موسم الخريف.
وأشار إلى أن عدد التلاميذ على مستوى المقاطعة يبلغ 24972 تلميذا من ضمنهم 11967 بنتا، مذكرا بوجود نقص كبير في الطاولات التي لا يتوفر منها إلا 2204 طاولات في الوقت الذي تبلغ احتياجات المقاطعة العامة من الطاولات 8324.
وأشار إلى وجود ورشات لبناء منشآت تعليمية في المقاطعة ستحد من الاكتظاظ الذي يصل إلى 120 تلميذا في القسم الواحد في بعض الأحيان، منبها إلى وجود تسرب كبير للتلاميذ على مستوى جل مدارس المقاطعة نتيجة الفقر و الزواج المبكر وغياب الكفالات المدرسية التي لها دور كبير في الحد من هذه الظاهرة.
و قال إن المقاطعة ستتوفر مع بداية العام الدراسي على 21 كفالة مدرسية ستكون لها نتائج إيجابية في مجال محاربة التسرب المدرسي والرفع من مستوى استيعاب التلاميذ للمناهج التربوية.
أما مدير مدرسة التوسعة بأدباي، السيد أعل ولد هاشم، وهي المدرسة التي أطلق منها رئيس الجمهورية، العام الدراسي، فقد أشار إلى الموقع الاستراتيجي لهذه المدرسة التي تقع في المنتصف بين ثلاثة أحياء كبيرة في مدينة أمبود وهي أحياء “أدباي” و”لعزيب” و” أنيان”.
وقال إن هذه المدرسة التي أنشأت سنة 2017، تضم ست أقسام ويبلغ طاقم التدريس فيها 15 معلما يشرفون على تأطير 631 تلميذا من ضمنهم 322 بنتا، وتتوفر على 120 طاولة.
وأشار إلى أن هذه المؤسسة التربوية ونتيجة للعدد المرتفع لطلابها تلجأ لعملية التفويج الصباحي والمسائي لكي يكون التلاميذ في الأقسام بأعداد تمكنهم من استيعاب الدروس، مشيرا إلى أن المدرسة ستستفيد مع بداية انطلاق العام الدراسي من كفالة مدرسية ستساعد التلاميذ على مواصلة مشوارهم الدراسي.
إعداد: هواري ولد محمد محمود