التعليم في ولاية كوركل: جهود معتبرة لتوفير تعليم متميز رغم النقص في المصادر البشرية وتواضع البنية التحتية
تعمل المنظومة التعليمية على مستوى ولاية كوركول رغم النواقص المسجلة، على توفير خدمة التعليم لأبناء هذه الولاية في مختلف مدنهم وقراهم.
ومن أكثر المشاكل التي تعيق المنظومة التعليمية في هذه الولاية – التي تحتوي على أكثر من 300 تجمع قروي – عن أداء مهامها هو تشتت الخريطة المدرسية بفعل التقري العشوائي مما جعل المنشآت التعليمية في الولاية غير مكتملة بشكل كبير الشيء الذي ساهم في ضعف أداء هذه المؤسسات التعليمية، إضافة إلى النقص الملاحظ بدرجات متفاوتة في طواقم التدريس في هذه المؤسسات.
ولاستيضاح واقع المنشآت التعليمية في هذه الولاية والمشاكل التي تعاني منها، وبنيتها التحتية، و واقع أطقم التدريس بها، أجرت بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء، مقابلة مع المدير الجهوي لوزارة التهذيب الوطني والتكوين والإصلاح، على مستوى ولاية كوركول، السيد محمد الأمين ولد الولي، أشاد فيها بالعناية التي توليها السلطات العليا في البلد لترقية قطاع التعليم، مشيرا إلى أن إشراف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، شخصيا على افتتاح العام الدراسي أكبر دليل على ذلك.
وأشار إلى أن نسبة التمدرس في مقاطعة أمبود مرتفعة نظرا لكثرة بلدياتها التي تبلغ تسع بلديات ومئات القرى، مشيرا إلى أن هذه المقاطعة تتميز بتدني الوضع المادي وهشاشة المجتمعات الموجودة فيها.
وقال إن ساكنة المقاطعة عبرت عن فرحة عارمة لزيارة رئيس الجمهورية للمقاطعة، وهي تعلق آمالا جساما على ما سيترتب على هذه الزيارة نظرا لأهمية رفع نسبة التمدرس وخاصة بين صفوف البنات والشرائح الضعيفة.
وأشار إلى أن إشراف رئيس الجمهورية على إطلاق العام الدراسي من مدينة أمبود يحمل دلالة أخرى نظرا لكون هذه المقاطعة تقع ضمن مثلث الأمل حيث يستبشر السكان خيرا ويتطلعون لمستقبل وضاء في هذه الفترة ككل الموريتانيين.
وأوضح أن مقاطعات ولاية كوركل الأربع تضم 313 مدرسة ابتدائية من ضمنها 105 مدارس مكتملة فقط، يزاول عملية التدريس في هذه المنشآت التربوية 920 مدرسا من ضمنهم 320 مدرسا من مقدمي الخدمات، في حين يبلغ عدد التلاميذ فيها 64502 تلميذا من ضمنهم 51% بنات.
وأضاف أن مؤسسات التعليم الأساسي على مستوى الولاية يوجد بها أربعة مفتشي مقاطعات يؤازرهم 12 مفتش دائرة وهو ما يسمى بالمفتش التربوي، إضافة إلى 16 مستشارا تربويا.
وقال إن ولاية كوركول تتوفر على 29 مؤسسة تعليم ثانوي من ضمنها 16 ثانوية و13 إعدادية يتلقى التدريس في هذه المؤسسات 18264 تلميذا، يتم تأطيرهم من طرف 460 أستاذا، من ضمنهم 194 من مقدمي الخدمات، مشيرا إلى أن نسبة التمدرس بالنسبة للجنسين في هذه المؤسسات متساوية عند نسبة 50% لكل منهما.
وأشار إلى أن التعليم الثانوي على مستوى الولاية يضم ثانوية امتياز وثانوية نموذجية بها مجموعة من التلاميذ وافدين من ست ولايات هي الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابة وتكانت وأترارزة وآدرار، حيث تتوفر هذه الثانوية على حضانة داخلية للتلاميذ وهو ما يوفر لهم مناخا للتآخي وتبادل الآراء والانسجام بين مختلف شرائح المجتمع الموريتاني، مشيرا إلى أن هذه الثانوية تشكل تجربة رائدة توفر فرصة لتلاميذ المجتمع للتلاقي والتحاور والتآخي في ظروف واحدة وفي جو واحد وبانسجام تام.
ونبه إلى أن من المشاكل المطروحة على مستوى التعليم في الولاية نقص الطواقم الطبية حيث يسجل نقص على مستوى المؤسسات الابتدائية قدره 150 معلما وعلى مستوى التعليم الثانوي قدره 50 أستاذا، وذلك على الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها وزارة التهذيب الوطني والتكوين والإصلاح، لاكتتاب مقدمي الخدمات الذين سدوا نقصا كبيرا وساهموا في تذليل الصعاب والتقلب على النقص.
وأشار إلى وجود مسايرة للإصلاح تجسدت في إرادة كبيرة للقطاع للدفع بمؤسسات التعليم الوطني إلى الأمام، مشيرا إلى أن الطواقم التعليمية على مستوى الولاية ستكون عونا لكي يتجسد هذا الإصلاح على أرض الواقع.
تقرير: هواري ولد محمد محمود