بدأت اليوم الاثنين في نواكشوط، أشغال ورشة إقليمية حول استعادة النظم الايكولوجية للغابات والمراعي في شمال إفريقيا، منظمة من طرف وزارة البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة”الفاو”.
وتهدف هذه الورشة التي تجمع ممثلين عن دول المغرب العربي إلى مناقشة الحالة الراهنة للنظم الايكولوجية والتحديات المطروحة على مكافحة التصحر والفرص بحلول أفق 2030 ، إلى جانب تبادل الخبرات فيما بين الدول المعنية فيما يتعلق بالاستراتيجيات المعتمدة في الحفاظ والإدارة المستدامة للنظم الغابوية والرعوية.
كما ترمي إلى تدارس المقدرات الغابوية والرعوية وتحديد إجراءات وفنيات الاستغلال وتحويل وتثمين المنتوجات الغابوية والرعوية وترقية وتقييم خدمات النظم الايكولوجية التي توفرها هذه الغابات والمراعي، إضافة إلى إبراز النواقص والمكاسب والإطار التنظيمي والإداري الحالي الذي ينظم الغابات والمراعي في منطقة شمال إفريقيا.
وأوضح الأمين العام لوزارة البيئة والتنمية المستدامة السيد مادي ولد الطالب، في كلمة بالمناسبة أن موضوع تدهور النظم الايكولوجية يعد من أهم التحديات التي تواجه بلدان المغرب العربي في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان إدارتها المستدامة، مشيرا إلى جهود بلادنا المعتبرة في مجال مكافحة التصحر وتدهور الأراضي الزراعية والرعوية عبر جملة من التدابير ذات الطابع السياسي والتشريعي والمؤسسي.
وقال إن بلادنا من أكثر بلدان المنطقة جفافا وقحولة بحيث تمثل الأراضي الجرداء والصحاري أكثر من 83 في المائة من مساحتها الإجمالية وأن نظمها الايكولوجية الطبيعية تتميز بالهشاشة بفعل عاملي الجفاف والضغوط البشرية، مبرزا أن نسبة إزالة الغابات بلغت 9000 هكتار سنويا ما بين 1981-2015 وبلغت نسبة تدهور الأراضي 200000 هكتار للسنة في الفترة ما بين 2000 و2015 وذلك بحسب إحصائيات وزارة البيئة والتنمية المستدامة.
ونبه إلى أنه بالرغم من هذه الوضعية المؤسفة،لا تزال بلادنا تزخر بمقدرات معتبرة من الأوساط الايكولوجية الغنية والفريدة من غابات ومناطق رطبة ومراعي ، مستعرضا بعض الإجراءات التي اتخذها قطاع البيئة والتنمية المستدامة لمواجهة الوضعية الآنفة الذكر كاعتماده سنة 2017 إستراتيجية وطنية للبيئة والتنمية المستديمة2017-2030″ التي تهدف إلى تثمين الموارد الطبيعية على نحو مستديم.
أما السيدة ارينا بتود، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في بلادنا فقد شكرت الحكومة الموريتانية وخاصة وزارة البيئة والتنمية المستديمة وكذا المكتب الإقليمي لمنظمة الفاو على مستوى إفريقيا الشمالية لاختيار موريتانيا لإيواء هذا الحدث وعلى الدعم الجيد المقدم لتنظيم هذه الورشة.
وأوضحت أن موضوع إعادة واستعادة النظم الايكولوجية في إفريقيا الشمالية تعتبر أمرا أساسيا لكل البلدان الأعضاء وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبدوره أبرز السيد نبيل عساف، ممثل منظمة الفاو بالجزائر المشكلات التي تواجه الكرة الأرضية في مجملها والمرتبطة باستمرارية الظواهر المناخية مجسدة في الكوارث الطبيعية.
وقال ان ارتفاع درجات الحرارة بصورة منتظمة وصعوبة المناخ عوامل أثرت على النظم الايكولوجية الطبيعية وزادت في تدهور التربة والغابات وفقدان الموارد المتجددة وتقلص التنوع البيولوجي.
وجرى افتتاح الورشة بحضور الأمينين العامين لوزارتي التنمية الريفية والمياه والصرف الصحي وعدد من ممثلي القطاعات المعنية.