ثمن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز العناية الكبيرة التي يوليها المزارعون بمختلف فعالياتهم النقابية والتعاونية، للزراعة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي خدمة للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وشكر رئيس الجمهورية خلال اجتماع عقده ظهر اليوم الثلاثاء بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية في روصو، سكان ولاية اترارزة على الاستقبال الحار والمكثف خلال مختلف المحطات التي شملتها الزيارة الرئاسية لمدينة روصو خلال هذا اليوم.
وأوضح رئيس الجمهورية أن الهدف من لقائه بالمزارعين، هو الاستماع إلى جميع المشاكل بشكل صريح وتشخيصها والبحث عن الحلول الملائمة لها.
وقال إن قطاع الزراعة عانى من تراكمات الماضي السلبية ولايزال يتطلب الكثير من الجهود للنهوض به سبيلا لتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي لا غنى عنه لإرساء تنمية اقتصادية واجتماعية منسجمة.
وأكد رئيس الجمهورية أننا “وإن كنا لا نزال بعيدين من تحقيق هذا الهدف، إلا أن خطوات ملموسة تم إحرازها لامست الوصول إلى تحقيق نسبة 30% نحو الاكتفاء المنشود”.
وأشار إلى أن ال 70% المتبقية تتطلب مثابرة الجميع وتضحيته واستعداده.
وشدد على أن الدولة لن تدخر جهدا من أجل تأطير المزارعين وتوجيههم ودعمهم ماديا ومعنويا من أجل الاطلاع بالدور المناسب في هذا الصدد.
وأرجع رئيس الجمهورية التباطأ الذي حصل في الماضي إلى عدة عوامل من أهمها السياسات التي انتهجتها الأنظمة السابقة التي اتسمت بالإهمال وعدم الخبرة وتبديد المال العام، علاوة على المشاكل اليومية التي يعيشها المزارعون ويعانيها القطاع.
وقدم المزارعون خلال هذا اللقاء مشاكل تتعلق أساسا بتأثير الطيور الضارة على المحاصيل الزراعية وغمر المياه وآليات التسويق والأطر التنظيمية وما ينجم عن ذلك من عجز المزارعين عن الوفاء بالتزاماتهم للقرض الزراعي، فضلا عن انعكاسات تراكم ديون الماضي.
وطالب بعض المزارعين بتفعيل القرض الحيواني وإدماج التنمية الحيوانية في النسيج الاقتصادي الوطني وبإنشاء لجنة عليا للزراعة وبالتعددية النقابية في الميدان وإلغاء الديون وتقصي الحقائق المرتبطة بالمشاكل المذكورة آنفة الذكر من خلال لجان تحقيق مستقلة تنصف المزارع وتقطع الطريق على التلاعب بالممتلكات العامة.
وفي رده على المزارعين، أكد رئيس الجمهورية أنه “لا مناص من الوفاء بالالتزامات إزاء القرض الزراعي وتسديد ديونه لأنه بدون ذلك لا يمكن الاستمرار في تقديم الدعم ولا يتأتى أن تتعرض الدولة دائما للخسارة بالرغم من أن جهودها ليست ربحية”.
وحث رئيس الجمهورية المزارعين على المشاركة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء بنية صادقة والابتعاد عن ممارسات الماضي، مشددا على أن الدولة ستضع إمكانياتها تحت تصرف المزارعين من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أهمية انتظام المزارعين في الهيئات النقابية التي يرونها وأنه لا مانع من تشكيل لجنة عليا يعهد إليها بالنهوض بهذا القطاع الهام.
ودعا رئيس الجمهورية المزارعين إلى دعم الشباب حملة الشهادات الذين اختاروا مؤخرا التوجه إلى الزراعة وإرشادهم وتأطيرهم بشكل إيجابي خدمة لمسيرتهم النبيلة، مشيرا إلى أن “تجديد الطبقة السياسية ربما يمر بتجديد الطبقة الزراعية”.
وحضر اللقاء والى اترارزة ووزير التنمية الريفية والوفد المرافق لرئيس الجمهورية.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي
اختتام الملتقى المنظم لإطلاع الولاة علي السياسة العامة للدولة