احتضن قصر المؤتمرات في نواكشوط اليوم الجمعة الفعاليات المخلدة ليوم المصالحة الوطنية وذلك تحت شعار: “دمج العائدين ترسيخ للوحدة الوطنية”.
وأوضح السيد محمد عبد الله ولد خطره مفوض حقوق الانسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني في كلمة له بالمناسبة “أن يوم 25 مارس 2009 يشكل حدثا بارزا في تاريخ موريتانيا اذ يعتبر الإنطلاقة الفعلية لحل ملف الإرث الانساني الناتج عن انتهاكات حقوق الانسان التى عرفتها بلادنا في الماضي، تلك الانتهاكات التي شكلت تهديدا لوحدتنا الوطنية وظلت عائقا أمام تنميتنا”.
واضاف “أن رئيس الجمهورية بادر الى طرح الأسس الثابتة لحل هذا الملف بالتعاون مع منظمات الدفاع عن حقوق الضحايا حيث تم الإعتراف بمسؤولية الدولة فيما حدث وتكريس الحق في التعويض للضحايا مع واجب الذاكرة من خلال أداء صلاة الغائب على أرواح الضحايا في مدينة كيهيدي في 25 مارس 2009″.
وقال” ان المنظومة الدولية ثمنت مؤخرا من خلال مجلس حقوق الانسان الجهود الرامية الى تسوية ملف الارث الانساني،وتوطيد الوحدة الوطنية وذلك من خلال القطيعة الكاملة مع الماضي والعمل على ارساء دعائم دولة الحق والمؤسسات التي ينعم فيها الجميع بحقوقهم وحرياتهم”.
وكان السيد بامادين المدير العام للوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين قد قال في كلمة له قبل ذلك”ان قناعتنا تكمن في أنه لن تتأتى تنمية جدية ومستديمة دون توطيد الروابط العريقة بين مختلف مكونات شعبنا،تلك الروابط التى تتجلى في كافة أوجه الحياة مستمدة ثراءها من التنوع الثقافي والاجتماعي لبلدنا”.
وأضاف أن العودة الطوعية لللاجئين الموريتانيين جراء أحداث 1989التى وصفها بالمؤلمة تشكل مكسبا لاجدال فيه،معتبرا أنه ولغاية 31 دجمبر سنة 2010 عاد الى أرض الوطن 20484 مواطنا من هولاء اللاجئين.
وقال ان أهمية دمج العائدين وتوطيد الوحدة الوطنية يشكلان العنوانان البارزان في تخليد يوم المصالحة الوطنية،مشيرا الى أن الوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين حرصت على توفير ظروف عيش لائقة ومستديمة في أماكن استيعاب العائدين ويتجسد هذا التوجه عبر انجازات متنوعة ومختلفة شملت توفير كافة الاحتياجات الاساسية.
وثمن السيد هارون صيدو ممثل جمعيات العائدين من السينغال في كلمة له قبل ذلك المشاريع التى قيم بها لصالح المواطنين الموريتانيين العائدين من السينغال،مطالبا بتحسين أماكن إيوائهم وخلق فرص عمل لتعزيز دمجهم.
أما السيد سي آبوبكر رئيس جمعية ضحايا القمع(كوفير) فقد أعتبر أن هناك خطوات كبيرة قيم بها في إطار حل ملف الارث الانساني معتبرا ان هناك ارتياح كبير لدى المتضررين السابقين من اعمال القمع مطالبا بالمضي قدما في هذا التوجه.
وتابع الحضور فلما وثائقا عرض عدة جوانب من مراحل المصالحة الوطنية كظروف عودة المواطنية العائدين من السينغال وصلاة الغائب على ارواح الضحايا في كيهيدى وغيرها.
وحضر هذا الحفل كلا من وزير العدل وزيرة الوظيفة العمومية وقائد الاركان الخاصة لرئيس الجمهورية و رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان و المفوض المساعد لحقوق الانسان والمديرة المساعدة للوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين ووالى نواكشوط وبعض اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي