بقلم: أحمد ولد بياه
السياسة في أحد أبعادها الأساسية “تَنَبُّؤٌ” بما قد يحصل مستقبلا في ضوء معطيات الحاضر، وتفاعلاتها.
لكن هذا الصنف “البليد” من بني آدم الذي ننتمي إليه هو الوحيد في التاريخ الذي يتعاطى السياسة “معطلة” عن “بُعْدِ” التَّنَبُّؤِ فيها.
يخيل إليَّ أن “تفاهة” السياسة عندنا، “وبُؤْسها” و”إفلاسها” بسبب “عطالتها” من قراءة “المستقبل” هو الذي جعلنا الشعب الأكثر “ساسة” في العالم، قياسا إلى عَدَدِ “المسوسين”!.
إن الأمور، بقدر ما “تسهل”، تتسع قاعدة المتعاطين لها، وبقدر ما تصعب و”تستعصي”، تضيق القاعدة وتَقِل وتندر، وقديما قيل: (إذا عَظُمَ المطلوب قل المساعد).
“مطلوب” السياسي الموريتاني لم “يَعْظُمْ” قط، ولا هو “عظيم” الآن، وقناعتي أنه لن “يَعْظُمَ” في المستقبل!.
دليلي على “صدق” هذه النُّبُوءة أن السياسيين الذين أدخلونا في أزمة غير مسبوقة، استمرت سنة كاملة، لم يشعر أي منهم أنه “مطالب” بتوضيح ماذا كان يريد لموريتانيا؟.. ما هو “المستقبل” الذي كان في ذهنه واستوجب منه إدخال البلد في أزمة؟!..
ماذا كانت الأسس والمعطيات التي “بَنَى” عليها تصوراته “الوطنية” المَوْءُودَة؟.
لم يشعروا بالحاجة لشيء من ذلك، لقناعتهم بأن الناس يعرفون أنهم كانوا فقط يريدون لأنفسهم ما “ثبت” أنه ليس من حقهم!.
لذلك – وعندما قضي الأمر – بَدَأُوا رحلة “القهقرى” يُعَفُّون على آثارهم: في مقابل كل خطوة “رفض” سابقة، خطوة “تقبل” مُحْدَثة!.
حقيقة السياسي الموريتاني أنه لا يصنع “الحدث” أبدا، ولا يتنبأ به، ولكنه “متربص” على الدوام: إذا “حَكَمَ” المفسد سابقه في الفساد وزَايَدَ عليه، وإذا حكم المصلح شغله بالتوافِه، والشكاوى والتَّظَلُّمَات.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي
وزير الدفاع الوطني يستقبل السفير العراقي المعتمد لدى موريتانيا