تحتل الزراعة مكانة هامة ضمن أولويات تحقيق الاكتفاء الذاتي وامتصاص البطالة وتوفير الأمن الغذائي للمواطنين بولاية داخلت انواذيبو.
وليست زراعة الخضروات إلا مكونة هامة من مكونات الزراعة المروية التي تكاد تكون النمط الزراعي الوحيد بالولاية، حيث تتركز في بلدتي انواذيبو وبولنوار.
وفي هذا الإطار تتصدر مزارع الجديدة بحي المزارعين الإنتاج الزراعي وحجم المستفيدين ومستوى مساعدة وتأطير المندوبية الجهوية للتنمية الريفية على مستوي داخلت انواذيبو.
ولتسليط الضوء على زراعة الخضراوات في انواذيبو والعراقيل التي تواجهها أجرى مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء في المدينة لقاء مع المندوب الجهوي المساعد المكلف بالزراعة، المهندس أمِم ولد ببوط، حيث أوضح أن مزارع الجديدة تعتبر العمود الفقري لتطوير زراعة الخضروات على مستوى مقاطعة نواذيبو ذات الطقس المعتدل.
وأضاف أن هذه المزرعة تعد من أقدم المزارع على مستوى الولاية وأكثرها أهمية بحسب حجم المساحة المزروعة فعلا والمقدرة ب 20 هكتارا والقابلة للزراعة والمقدرة هي الأخرى ب 37 هكتارا.
وأشار إلى أن زراعة الخضراوات في المدينة تعتبر مصدر عمل ورزق للعديد من المزارعين والعمال وينشط فيها أكثر من سبعة اتحادات زراعية، تضم العديد من التعاونيات الزراعية بحضور نسائي مميز.
وقال إن هذه المزرعة تتميز بخصوبة التربة بعد تعديل املاحها مع الزمن بفعل الري وما نتج عنه من تشكل طبقة زراعية قادرة على توفير الخضروات، كما أن غالبية المزارعين فيها يفضلون زراعة المحاصيل الورقية كالنعناع ومحصول اللفت.
وبين المندوب أن حدائق الجديدة تزود السوق المحلي في فترة رمضان بمحاصيل مثل الشمندر الأحمر والبقدونس والمعدنوس والقزبور والخس وهي محاصيل ضرورية لمائدة رمضان الكريم.
وأضاف أن الشركة الوطنية للماء تعتبر مصدرا لري الحدائق عن طريق اشتراكات لحنفيات عمومية يوزع أصحابها الماء على بقية القطع الزراعية وبسعر 91 أوقية للمتر المكعب ( طن).
وبين أنه نظرا للعجز في الماء الذي تعرفه المدينة فإن مزارع الجديدة تعاني من هذا النقص مما جعل بعض المزارعين يعزف عن الزراعة.
وأشار إلى أن الإنتاج المسجل بالنسبة لحملة الخضروات الماضية 2019-2020 بلغ 120 طنا من مختلف أنواع المحاصيل علما أن هذا الإنتاج يشير فقط إلى إنتاج الحملة الشتوية لزراعة الخضروات التي تتوقف عادة في 30 من مارس من كل سنة.
وبخصوص حملة الخضروات الجارية 2020-2021 أبرز المدير المساعد أن المندوبية الجهوية للتنمية الريفية اعتمدت وبالتعاون مع ممثلي الاتحادات الزراعية آلية لتدقيق الإنتاج بوضع ميزان عند مداخل المزرعة وتسجيل الإنتاج اليومي من قبل المرشدين الزراعيين ،مشيرا إلى أن الإنتاج وصل لحد الساعة رغم أن الحملة مازالت مستمرة ١٢٣ طن من مادة الخضروات.
وبين أن المندوبية الجهوية للتنمية الريفية تزود المزارعين مع بداية كل حملة زراعية للخضروات بالبذور المختلفة والأسمدة المعدنية المركبة والمبيدات وأدوات رش المزروعات والتي تتم عند الضرورة من قبل فنيي المصالح الزراعية، كما تقدم الأدوات الزراعية وتؤمن التأطير والإرشاد الزراعي على مدار العام، حيث تم هذه السنة توزيع الشتلات على المزارعين من أجل سد النقص في البذور ومساعدة المنتجين على الدخول في الحملة الزراعية.
واستعرض المندوب المعوقات والمشاكل المتمثّلة في نقص الماء وعدم وصوله إلى القطع البعيدة من مصدر الماء مما يشكل ضغطا على المزارعين وتوجيه إنتاجهم لأنواع بعينها دون غيرها.
وأضاف أن من بين العراقيل المطروحة أمام تطور الزراعة مشكلة التسويق وضعف قدرة المنتجات الزراعية على المنافسة التسويقية وغياب أسواق محلية لبيع المنتوج الزراعي المحلي.
وبدوره أكد رئيس اتحادية المزارعين بداخلت انواذيبو السيد عليون ولد صنبيت أن هذه المزارع تمتد على مسافة سبعة وثلاثين هكتارا وهي تعود إلى نهاية السبعينات وتقوم بتشغيل معيلي ثلاثة آلاف أسرة وهي المزود الرئيسي للمدينة بمادة الخضروات.
وأضاف أن النوعيات المزروعة هي البصل الأصفر والشمندر الأحمر والجزر والبقدونس واللفت والباذنجان والطماطم والنعناع والتين والرومان.
وأشار رئيس اتحادية المزارعين إلى أنهم استطاعوا إنتاج ما يزيد على أثنى عشر طنا من الخضروات منذ إطلاق الحملة الزراعية في دجمبر المنصرم، مثمنا هذه اللفتة من السلطات العمومية لتشجيع الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي ومساعدة المزارعين بالبذور وتأطير المزارعين.
واستعرض أهمية زيادة الدعم المقدم للمزارعين وتذليل كافة الصعوبات التي تقف عثرة في طريق زيادة إنتاجهم من مادة الخضروات لتغطية السوق المحلية.
تقرير: الب ولد الواقف