تاريخ
موريتانيا جمهورية ديمقراطية تعددية تعتمد الفصل بين السلطات، وتكرس احترام الحريات الفردية والجماعية، من خلال مؤسساتها الدستورية المختلقة. دين الدولة والشعب هو الإسلام، واللغة الرسمية هي العربية، واللغات الوطنية الأخرى هي البولارية والسوننكية والولفية.
يعمل الموريتانيون – في ظل الدولة الحديثة – على تقوية وحدتهم الوطنية، وتطوير تنميتهم الاقتصادية وتعزيز مكانتهم الإقليمية والدولية كحلقة وصل بين الشعوب والحضارات ولاعب أساسي في إرساء ورعاية الأمن والسلم في منطقة الساحل والصحراء.
خلفية تاريخية:
شكلت موريتانيا منذ القدم فضاءً للتعايش والتقارب والتفاعل الحضاري بين الثقافات والأعراق، وعرفت بموقعها الجيوستراتيجي وبقوة شخصية سكانها وتمسكهم بقيمهم الإنسانية رغم قساوة الطبيعة، فعرفت بـ”أرض الملثمين” ، كما أطلق عليها المستعمرون اسم “أرض الرجال”، قبل أن يمنحها العرب لقب “بلد المليون شاعر”، وحالت مقاومتها دون تجذر الاستعمار، كما ساهمت في الحفاظ على جوهر ثقافتها وأصالتها، حتى نالت الاستقلال عن المستعمر الفرنسي في 28 نوفمبر 1960.
وتشير الدراسات الأثرية إلى وجود ازدهار حضاري ونشاط تنموي في المنطقة المعروفة اليوم بموريتانيا منذ آلاف السنين. وقد سمح ذلك بتكوين مجموعات سكانية وثقافات متنوعة، وهو ما مكن البلاد من أن تصبح فيما بعد ساحة للتقارب والتبادل التجاري والتقاعل الحضاري. وأدت حركة القوافل إلى ظهور مدن تحولت لاحقا إلى مراكز عطاء ثقافي استقطبت مجموعات بشرية متطلعة إلى المدنية والتحضر، فظهرت كيانات في منطقتي الساحل والصحراء الكبرى، مثل دولة المرابطين، وامبراطوريات غانا ومالي وسونغاي، ومملكتي “والو” و”فوتا” في الجنوب.
ومع ازدهار التجارة عبر الصحراء وانتشار الإسلام، تمكنت الدولة المرابطية من توحيد المنطقة الممتدة من نهر السنغال في الجنوب إلى الأندلس في الشمال، حول المذهب المالكي السني. وأسفر ذلك عن ازدهار مدن مثل وادان وتيشيت وولاته وشنقيط لتصبح مراكز ثقافية حية. وتسارعت وتيرة التحولات الاجتماعية والثقافية مع وصول قبائل بني حسان حيث ظهر نظام الإمارات التقليدية.
ومع وصول الأوروبيين إلى سواحل الأطلسي، كانت موريتانيا بالفعل أرض لقاء وتبادل ثقافي، مما بشر بإمكانية تشكيل كيان وطني اكتملت ملامحه مع نشأة الدولة الحديثة.